عن الجملة الحالية وكونها بالواو تارة وبغير الواو اخرى بالتذنيب) اللغوى (وهو) كما قلنا (جعل الشيء ذنابة للشى وبعبارة اخرى لما كانت الحال الواقعة جملة تارة تدخلها الواو وتارة لا تدخل صار لها صورة الفصل والوصل فناسب ذكر ذلك عقيب باب الفصل والوصل وجعله كالذنب له (فكان هذا تتميم لباب الفصل والوصل وتكميل له) لانه كان ناقصا من هذه الجهة.
ومن هنا قيل الفرق بين التذنيب والتنبيه اصطلاحا مع اشتراكهما اصطلاحا في ان كلا منهما يتعلق بالمباحث المتقدمة ان ما ذكر في حين التنبيه بحيث لو تامل المتامل في المباحث المتقدمة لفهمه منها بخلاف التذنيب وقد تقدم بعض الكلام في ذلك في اول بحث الصدق والكذب فراجع ان شئت.
(والحال على ضربين) احدهما (مؤكدة يوتي بها لتقرر مضمون الجملة الاسمية) فقط (على راى) واشترط حينئذ في ذلك الجملة كما صرح به السيوطي ان تكون معقودة من اسمين معرفتين جامدين لبيان يقين او فخر او تعظيم او نحو ذلك نحو هذا ابوك عطوفا فان الجملة اعني هذا ابوك تقتضى العطف وتستلزمه ويكون عطوفا تاكيدا له وليعلم انه ليس المراد بالمضمون معناه المعروف اعني المصدر الماخوذ عن الجملة كما قاله النحويون لان مضمون هذه الجملة ابوة زيد وهي غير العطف بل المراد به ما قلناه اعنى ما تستلزمه الجملة فتصبر (و) لتقرير (مضمون الجملة مطلقا) اسمية كانت او فعلية (على راي) اخر وليعلم ان الحال الموكدة قد توكد غير الجملة كما صرح بذلك في الالفية بقوله.
وعامل الحال بها قدا كدا |
|
في نحو لا تعث في الارض مفسدا |