فتنزل الاولى منزلته اي منزلة السؤال) اى يفرض ان الجملة الاولى نفس السؤال (لكونها) اى لكون الجملة الاولى (مشتملة عليه) اي على السؤال (ومقتضية له فتفصل) الجملة (الثانية عنها كما يفصل الجواب عن السؤال لما بينهما من الاتصال) وذلك لأن السؤال مستتبع للجواب والجواب لا يوجد ولا يصح بدون السؤال ومن هنا قال الحكيم الفارسي :
استاد سخن باش وسخن بيش مگو |
|
چيزى كه نپرسند تو از پيش مگو |
اعلم ان السؤال والجواب ان نظر الى مغييهما فبينهما شبه كمال الاتصال وان نظر إلى لفظيهما فبينهما كمال الانقطاع لان السؤال انشاء والجواب خبر وان نظر إلى قائلهما فكل منهما كلام متكلم ولا يعطف كلام متكلم على كلام متكلم آخر فعلى جميع التقادير الفصل متعين لكن هذا مخالف لما ذكره في اخر بحث الالتفات في قول الشاعر فلا صرمه يبدو وفى الياس راحة حيث جعل وفى الياس راحة جوابا لسؤال اقتضته الاولى حيث قال فكانه لما قال فلا صرمه يبدو قيل له ما تصنع به فاجاب بقوله وفي الياس راحه وقد اشتملت الجملة على الواو.
واجيب بان الواو في البيت للاستيناف لا للعطف وما قيل انه لم يعهد دخول الواو على الجملة المستانفة النحوية ففيه نظر بل قد عهد ذلك كالواو في قوله تعالى : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) برفع يذرهم كما صرح به في المغنى وذكرناه في المكررات أيضا فتدبر جيدا.