عذاب اليوم الكبير) أي القيامة (بان مرجعكم الى من هو قادر على كل شيء فكان قادرا على اشد ما أراد من عذابكم) فيأخذكم اخذ عزيز مقتدر.
(ولما فرغ) الخطيب (من كمال الاتصال) بين الجملتين (و) كمال (الانقطاع) بينهما (أراد ان يشير إلى شبهما) أي شبه كمال الاتصال والانقطاع (فقال وأما كونها أي كون الجملة الثانية كالمنقطعة عنها أى عن الاولى فلكون عطفها عليها أى عطف الثانية على الاولى موهما لعطفها على غيرها) أى غير الاولى (مما) أى من الغير الذي (يؤدى) العطف عليه (الى فساد المعنى) المراد من الكلام (وشبه هذا) الايهام (بكمال الانقطاع لانه يشتمل على مانع وهو إيهام خلاف) المعنى (المراد) وفساده (كما ان) الجملتين (المختلفتين انشاء وخبرا والمتفقتين) خبرا وانشاء (اللتين لا جامع بينهما تشمل على مانع) وهو عدم المناسبة إذ لا بد من المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه (لكن هذا) المانع الذى هو ايهام خلاف المراد (دونه) أى دون ذلك المانع الذي هو عدم المناسبة (لأن المانع في هذا خارجي) وعارضي (ربما يمكن دفعه بنصب القرينة بخلاف المانع في ذاك لأنه أمر ذاتي لا يمكن دفعه أصلا وهو كون احديهما خبرية والأخرى انشائية او لا جامع بينهما.
(ويسمى الفصل لذلك قطعا) أما لأن كل فصل قطع فيكون من باب تسمية المقيد بأسم المطلق أو الخاص باسم العام واما لأن فيه قطع توهم (مثاله) اي مثال الفصل لدفع الايهام المسمى بالقطع وعبر بالمثال لانه ليس نصا لما نحن فيه يدل على ذلك قوله بعيد هذا