وان اردت في اصل المسئلة اعنى ما ضرب الا عمرا زيد أن زيد مقدم معنى وليس بمستثنى وان المراد ما ضرب زيد الا عمرا فالمعنى لا ينعكس ولا يلزم استثناء شيئين بأداة انتهى.
وانما لا يلزم استثناء شيئين بأداة واحدة إذ لا يقدر حينئذ لفظى الاحد حتى يستثني عمرو من احدهما وزيد من الآخر فيتعدد الاستثناء (الا ان اكثر النحاة على منع ذلك) اى على منع عمل ما قبل الا فيما بعد المستثنى بها (الا ان يكون المعمول الواقع بعد المستثنى هو المستثنى منه نحو ما جائني الا زيد احد) فلفظة احد معمول لما قبل الا وهو مستثنى منه.
(او) يكون المعمول الواقع بعد المستثنى (تابعا للمستثنى نحو ما جائني الا زيد الظريف او معمولا لغير العامل فى المستثنى نحو رأيتك اذ لم يبق الا الموت ضاحكا فان ضاحكا مفعول رأيت والعامل فى الموت لم يبق وليطلب بيان) صحة (ذلك من كتبهم).
قال الرضى فى بيان صحة هذه الأمثلة الثلاثة ما هذا نصه وانما جاز وقوع المستثنى منه (فى المثال الاول) وتابع المستثنى (فى المثال الثاني) بعد المستثنى لان المستثنى له تعلق بهما من وجه فكانه وكل واحد منهما كالشيء الواحد واما نحو ضاحكا فليس في الحيز الاجنبي عن عامله اذ قولك اذ لم يبق الا الموت معمول رأيتك وضاحكا معموله الآخر انتهى بزيادة ما للتوضيح.
وأما قوله فليس في الحيز الاجنبى عن عامله فهو اشارة الى ما ذكر قبيل هذا في وجه منع النحاة ان يعمل ما قبل الا فيما بعد المستثنى بها في غير هذه الامثلة الثلاثة وهذا نصه وذلك ان ما بعد الا من