الآن في الآية المذكورة في المتن.
(وأما قوله) تعالى حكاية عن أهل انطاكية ((إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ) فالظاهر انه قصر قلب ايضا لان المخاطبين) بهذا الكلام (وهم الرسل عليهمالسلام يعتقدون أنهم صادقون قطعا وينكرون كونهم كاذبين) فقلب اهل انطاكية ذلك وعكسوه وقالوا إن انتم الا تكذبون.
(لكن حمله صاحب المفتاح على أنه قصر افراد يعني الذي سماه المصنف قصر تعيين) وقد تقدم الكلام في ذلك في أول الباب (بناء على نكتة وهي ان الكفار ترى) بضم التاء وكسر الراء أي يفهمون (المخاطبين) اى الرسل (وتنبههم على أن قطعهم بكونهم صادقين مما لا ينبغي أن يصدر عن العاقل البتة بل غاية أمرهم) أي الرسل (أن يكونوا مترددين بين الصدق والكذب كما هو) أي كونهم مترددين (ظاهر حال المدعى عند السامعين).
وبعبارة اخرى غاية أمر الرسل أن يكونوا مترددين بين الصدق والكذب عند أنفسهم كالتردد بينهما عند السامعين الذي هو ظاهر حال المدعى (فقصر وهم) أى فقصر الكفار دعوى الرسل (على الكذب (قصر تعيين) الذي سماه السكاكي قصر إفراد.
وأشار الى مثال الأصل الثاني بقوله (وكقولك) لأنه (عطف على كقولك لصاحبك يعني ان الاصل في انما ان يستعمل فيما لا ينكره المخاطب كقولك انما هو اخوك لمن يعلم ذلك) اي الاخوة (ويقربه) ولكن لا يشفق عليه (وأنت تريد) بهذا الكلام (ان ترققه) اي المخاطب (عليه) أي على هذا الأخ المراد بهو (أي أن تجعل من يعلم ذلك) اى الاخوة (رقيقا) مشتق من رقة القلب بالقافين لا من الرفق بالفاء