اى الرسل (قد اعترفوا بكونهم مقصورين على البشرية حيث قالوا ان نحن الا بشر مثلكم فكانهم) اي الرسل (سلموا انتفاء الرسالة عنهم) مع أن هذا اى انتفاء الرسالة لا يعقل ممن هو رسول الله واقعا هذا هو السؤال الوارد على ظاهر الآية على هذا التقرير.
(فأشار الى جوابه بقوله وقولهم اى قول الرسل المخاطبين ان نحن إلا بشر مثلكم من باب مجاراة الخصم اي التماشي معه وارخاء العنان اليه والمساهلة معه بتسليم بعض مقدماته) كالبشرية في المقام (ليعثر الخصم) وهو مشتق (من العثار وهو) بمعنى (الزلة لا من العثور وهو) بمعنى (الاطلاع) وذلك انما يكون (حيث يراد تبكيته اي اسكات الخصم والزامه) متدرجا الحق وحاصل معنى المجارات المشي مع الغير في الطريق وأنت تريد ازلاقه فتماشيه في الطريق المستقيم حتى اذا وصلت الى مزلقة أزلقته فاللام في ليعثر متعلق بالمجاراة وحيث يراد ظرف ليعثر (لا لتسليم) ما ادعاه الكفار اعني (انتفاء الرسالة فالرسل عليهمالسلام كأنهم قالوا ان ما قلتم من انا بشر مثلكم حق لا ننكره ولكن ذلك لا يمنع) من (ان يكون الله قد من علينا بالرسالة) كما قال عزوجل ولكن الله يمن على من يشاء من عباده.
(و) ليعلم ان (هذا) اى كون قولهم من باب مجاراة الخصم (يصلح) ان يكون (جوابا لاثبات الرسل البشرية لانفسهم واما اثباتها) اي البشرية (بطريق القصر فليكون على وفق كلام الخصم) لا لتسليم ما ادعاه من قصر الرسل على صفة البشرية.
وبعبارة اخرى ان الرسل لم يريدوا القصر بل أصل الاثبات مجردا عما يدل عليه الكلام من القصر وانما عبروا بصيغة القصر لموافقة كلام