على) صفة (الرسالة لا يتعداها الى) صفة (التبرء من الهلاك) والموت فالمخاطبون وهم الصحابة رضى الله عنهم أجمعين عالمون بكونه صلى عليه وآله مقصورا على) صفة (الرسالة غير جامع بين الرسالة والتبرء من الهلاك لكنهم كانوا يعدون هلاكه) وموته (أمرا عظيما نزل استعظامهم هلاكه منزلة انكارهم اياه اى الهلاك) فكانهم اعتقدوا الوصفين اى الرسالة والتبرء من الهلاك (فاستعمل له النفي والاستثناء) ليثبت له «ص» الرسالة وينتفي عنه «ص» التبرء من الهلاك (والاعتبار المناسب هو الاشعار بعظم هذا الأمر في نفوسهم وشدة حرصهم على بقاء النبي «ص» فيما بينهم حتى كأنهم لا يخطرون هلاكه بالبال) والله العالم بحقيقة الحال وفي قوله تعالى (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) شاهد على ما يدعى في هذا المجال.
وقوله (او قلبا عطف على قوله افرادا اي او يستعمل له الثاني حالكونه قصر قلب نحو) قوله تعالى حكاية عن الكفار القائلين للرسل (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا) اي تمنعونا (عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) أي ببرهان وحجة قاطعة موضح صدقكم في دعواكم الرسالة من الله وفيما تدعوننا اليه من ترك ما كان يعبد آبائنا.
(فان المخاطبين بهذا الكلام) الصادر من الكفار (وهم) اي المخاطبين (الرسل عليهمالسلام لم يكونوا جاهلين بكونهم بشرا ولا منكرين لذلك لكنهم نزلوا منزلة المنكرين لاعتقاد القائلين) اى الكفار (ان الرسول) من الله (لا يكون بشرا مع اصرار المخاطبين) اي الرسل (على دعوى الرسالة اي لان الكفار القائلين لهذا القول