الصفات حسبما بينا (مختص بالقصر الحقيقى ألا ترى أنهم) أي أهل اللسان والمحاورات العرفية أو علماء علم الفصاحة والبلاغة (اتفقوا على صحة ما في الدار الا زيد قصرا حقيقا مع أنه ليس ردا على من اعتقد أن جميع الناس في الدار) المذكورة لأن العاقل لا يعتقد ذلك فمن اتفاقهم على صحة ذلك يعلم أن الاقتضاء المذكور يختص بالقصر الغير الحقيقي.
(ويمكن أن يجاب عنه) أي عن اشكال القائل (بأن المراد هو الثانى) أي الأعم من الواحد والاثنين والجمع (وهذا المعنى) كما قال القائل (مشترك بين الحقيقي وغير الحقيقي) فيدخل فيه كما قال القائل الحقيقي ولم يأت بقيد مخرج له (لكنه خصصه بغير الحقيقى لانه) أى الخطيب (ليس بصدد التعريف) التام الجامع المانع لغير الحقيقى والا لكان عليه أن يأتى بقيد مخرج له ليتميز عن الحقيقى (بل غرضه من هذا الكلام) أي من قوله والاول من غير الحقيقى تخصيص أمر بصفة دون اخرى الخ (أن يفرع عليه التقسيم) أي تقسيم القصر (الى قصر الافراد والقلب والتعيين وهذا التقسيم لا يجري) كما أشار اليه آنفا بقوله سنشير (في القصر الحقيقى اذ العاقل) كما أشرنا آنفا (لا يعتقد اتصاف أمر بجميع الصفات) حتى يكون الكلام معه قصر افراد حقيقى (ولا اتصافه بجميع الصفات غير صفة واحدة) حتى يكون الكلام قصر قلب حقيقى (ولا يردده ايضا بين ذلك) أى لا يردد الامر اى الموصوف بين جميع الصفات وصفة واحدة حتى يكون الكلام معه قصر تعيين (وكذا اشتراك صفة بين جميع الامور) اذ العاقل لا يعتقده على احد الانحاء الثلاثة من