تخصيص الموصوف (بوصف مكان) وصف (آخر) هذا فى قصر الموصوف على الصفة (والى تخصيص الوصف بموصوف دون ثان او) تخصيص الوصف (بموصوف مكان) موصوف (آخر) هذا فى قصر الصفة على الموصوف (وهذا التفسير شامل للحقيقي وغيره لان المراد بقوله ثان واخر) في المقامين (ما يصدق عليه انه ثان اواخر اعم من ان يكون واحدا او كثيرا) له نهاية وهذان اضافيان او كثيرا (الى ما لا نهاية له) وهذا الحقيقي فلم يهمل السكاكى ذكر الحقيقي.
وانما عممنا الثانى والاخر في كلامه فى المقامين على النحو المذكور (اذ لو اريد) منهما خصوص (الواحد) جمودا على ظاهر صيغتهما الدالة على الوحدة (لخرج عنه) اى عن القصر (كثير من امثلة غير الحقيقي ايضا) كما توهم خروج الحقيقي والمراد من الامثلة ما يكون القصر فيها بالاضافة الى ازيد من وصف واحد او ازيد من موصوف واحد (كقولك ما زيد الا كاتب لمن اعتقد انه كاتب وشاعر ومنجم وكقولك ما شاعر الا زيد لمن اعتقد ان زيدا وبكرا وخالدا شعراء) وخروج امثال ذلك فاسد قطعا (فليتأمل) فان فهم ما ذكرنا لزوما وفسادا دقيق جدا.
(فهذا) الجمود على ظاهر صيغتها وارادة خصوص الواحد (منشأ توهم اختصاص التفسير) المذكور يعني قوله وحاصل معنى القصر الخ (بغير الحقيقي) وقد بينا فساد المنشأ وما انشىء منه فتدبر جيدا.
(نعم انه) اى السكاكى (قد اورد الامثلة في اثناء هذا التفسير من غير الحقيقي اعتبارا لكثرة الوقوع) اى نظرا الى كثرة وقوع غير الحقيقي (واحترازا عن وصمة الكذب) اى من عيب الكذب وعاره