الخطيب (من عطف المفرد) على المفرد اى من عطف شيئين على معمولى عامل واحد لان والدى معطوف على اسم كان وبريا على خبره المحذوف كما قال ابن مالك (وحذف متبوع بدا هنا استبح).
(و) لكن (جمهور النجاة على ان) بريا (المذكور خبر كنت و) ان (والدي) ليس معطوفا على اسم كان بل هو (مرفوع بالابتداء) على تقدير لئلا يلزم العطف قبل تمام الجملة (والخبر) اى خبر والدى (محذوف) فهو مثل البيت السابق لا عكسه ونظير ما (قال) الامام (المرزوقى في قوله).
فيا قبر معن كيف واريت جوده |
|
وقد كان منه البر والبحر مترعا |
(ان البحر مرتفع بالابتداء على تقدير التاخير) لما ذكرنا (والمعنى كان منه البر مترعا والبحر ايضا مترع فيكون) العطف في والدى (من عطف الجملة) على الجملة اى على جملة كنت بريا (ولا يلزم العطف قبل تمام المعطوف عليه) وان كان الخبر من الجملة المعطوف عليها اعنى بريا مؤخرا لفظا من مبتدء الجملة المعطوفة اعنى والدي (لان هذا المبتدء) يعنى والدي (في نية التاخير) معنى كما تقدم انفا في تقديم قيار انه (قدم لفرط الاهتمام) وقصد التسوية فتامل جيدا.
(ولو انهم قدروا) الخبر (المحذوف من الثاني) حالكون الخبر المحذوف (منصوبا) لا مرفوعا كما قاله جمهور النحاة والامام المرزوقى (اى كنت منه بريا ووالدى ايضا بريا وكان البر منه مترعا والبحر ايضا مترعا ليكون من عطف المفرد) على المفرد اى من عطف شيئين على معمولى عامل واحد (كقولنا كان زيد قائما وعمرو قاعدا لم يكن بعيدا) قال الرضى عند قول ابن الحاجب واذا عطف على عاملين مختلفين