مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الشاهد في انه (عقب المشار اليه وهو الذين) وحده لا مع (يومنون) لانه من الاوصاف كما يظهر ذلك من قوله (باوصاف متعددة من الايمان بالغيب واقامة الصلوة وغير ذلك) يعنى الانفاق مما رزقهم الله في سبيله والايمان بما انزل الى رسول الله (ص) وبما انزل قبله (ص) والايمان بالمعاد وكونهم مؤقنين بذلك (ثم عرف المسند اليه) وهو اولئك (بان اورده اسم اشارة تنبيها على ان المشار اليهم) يعنى الذين (احقاء) اي مختصون (بما) اى باخبار واحكام (يرد بعد) لفظة (اولئك وهو) اي ما يرو بعد اولئك (كونهم على الهدى عاجلا) اى الدنيا (و) على (الفوز بالفلاح اجلا) اي في الاخرة (من اجل الاوصاف المذكورة) انفا اعنى الايمان بالله الى اخر ما ذكرنا.
(تنبيهان) الاول انما قلنا ان المشار اليه هو الذين وحده لا مع يؤمنون كما يظهر من كلام الشارح لما اشار اليه الفاضل المحشى من ان المراد بالمشار اليه ذات الموصول من غير من ملاحظتها مع مضمون الصلة بقرينة عده الايمان من جملة الاوصاف انتهى واما توجيه كلام الشارح بان التعبير عن تلك الذات بنفس الموصول من دون ذكر صلته قبيح فلم يظهر لى وجه لذلك اذ لا شاهد له على ذلك لا عقلا ولا نقلا نعم لم يعبر الكشاف عن الموصول كذلك ولا حجة فيه.
الثانى كون المشار اليه باولئك هو الذين مبنى على كونه منقطعا عن المتقين والا فالمشار اليه هو المتقين.
قال في الكشاف الذين يومنون اما موصول بالمتقين على انه صفة مجرورة او مدح منصوب او مرفوع بتقدير اعنى الذين يؤمنون او هم