سياع الا اذا كان فيه تبن والا فهو طين والشاهد في قوله بالفدن السياع فان فيه قلب (و) ذلك لان (المعنى كما طينت الفدن بالسياع) يعني كان الفدن في المعنى نائبا للفاعل لقوله طينت المبنى للمفعول وكان بالسياع مفعولا بالواسطة له فقلبا وعكسا اي جعل الفدن مفعولا بالواسطة والسياع نائبا للفاعل والالف في اخره للاطلاق.
وحاصل معنى البيت تشبيه الناقة في سمنها بالفدن اي بالقصر المطين بالسياع حتى صار املس لا حفرة فيه (وجواب لما قوله بعده) اي بعد هذا البيت.
امرت بها الرجال لياخذوها |
|
ونحن نظن ان لن تستطاعا |
(ولقائل ان يقول انه) اي القلب (يتضمن من المبالغة في سمن الناقة) التي شبهت بالفدن المطين (ما لا يتضمنه قولنا كما طينت الفدن بالسياع) لان القلب يدل على عظم السياع وكثرته حتى صار كانه الاصل فشبه سمن الناقة بذلك فيدل القلب حينئذ على عظم السمن وكثرته حتى صار الشحم واللحم لكثرته كالاصل للعظم والى ذلك اشار بقوله (لايهامه ان السياع قد بلغ من العظمة والكثرة الى ان صار بمنزلة الاصل والفدن بالنسبة اليه) اي الى السياع (كالسياع بالنسبة الى الفدن) وسيجيء في الفن الثاني في بحث التشبيه عند قول المصنف وقد يعود الغرض من التشبيه الى المشبه به زيادة توضيح لذلك انشاء الله تعالى.
واما القسم (الثاني) من قسمي القلب غير المتضمن اعتبارا لطيفا فهو (ان يتضمن) القلب (ما يوهم عكس المقصود فيكون ادخل في الرد) اي في كونه مردودا (كقوله).