التفات اخر عند السكاكي لا عند الجمهور) فان مقتضى الظاهر طحابي اى الاتيان بضمير المتكلم فعدل عنه ابتداء الى ضمير الخطاب (وقد شط اى بعد وليها اى قربها) حاصل المعنى ان ايام قرب ليلى صارت بعيدة لامور اوجبت ذلك وبين تلك الامور بقوله (وعادت عواد بيننا وخطوب قال المرزوقي عادت يجوز ان يكون) وزنه في الاصل (فاعلت من المعاداة) اي من باب المفاعلة مشتق من العداوة اصله عادوت تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت الفا ثم حذفت الالف لالتقاء الساكنين فالفعل محذوف اللام فوزنه بعد الاعلال فاعت واما عواد فهو جمع عادية بمعنى الصارف عن الشى والمانع منه حاصله بالفارسية (گرفتارى هاى روزكار) والخطب اي الامر الشديد ينزل على الانسان (كان الصوارف والخطوب صارت تعاديه) لانها تمنعه من قرب ليلى ووصلها.
(ويجوز ان تجعل) كلمة عادت مشتقة (من عاد يعود) بمعنى رجع يرجع (اي عادت عواد وعوائق) اي الموانع التي (كانت تحول) اى تصير حائلا (بيننا الى ما كانت عليه قبل) من صيرورتها حائلا.
(و) مثال الالتفات من الخطاب (الى الغيبة قوله تعالى (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) مكان بكم (و) مثال الالتفات (من الغيبة الى التكلم قوله تعالى (اللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ) مكان ساقه والى الخطاب (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ)) والشاهد في هذه الامثلة واضح لا يحتاج الى البيان (وذكر صدر الافاضل في) كتاب (ضرام السقط) شرح ديوان المعرى (ان من شرط الالتفات ان يكون المخاطب بالكلام في الحالين) اى حال قبل العدول وحال بعد العدول (واحدا