اياهما انه لهما لمن الناصحين).
ومنها قوله تعالى «فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً» نصب اى منصوب (على انه مفعول به لتتقون ، اى كيف تتقون يوم القيامة ان بقيتم على الكفر) في الدنيا «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً» والشاهد فيه انه (نسب الفعل) اى جعل الولدان شيبا (الى الزمان) اي اليوم (وهو) اي ال فعل (لله تعالى حقيقة ، وهذا كناية عن شدته) اى شدة اليوم (وكثرة الهموم والاحزان فيه لأنه يتسارع عند تفاقم الاحزان الشيب) وذلك ظاهر (او) كناية (عن طوله وان الاطفال يبلغون فيه) اى في اليوم (او ان الشيخوخة) وفي المقام حكاية اشار اليها في الكشاف.
ومنها قوله تعالى ((وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) جمع ثقل وهو متاع البيت ، اى ما فيها من الدفائن والخزائن) والشاهد فيه انه (نسب الاخراج الى مكانه) اى مكان ما فيها يعني الارض.
في كتاب المجازات النبوية للسيد الرضي في قوله صلىاللهعليهوآله في يوم الغدير «واسألكم على ثقلي كيف خلفتمونى فيهما ، فقيل له : وما الثقلان يا رسول الله؟ فقال : الاكبر منهما كتاب الله سبب طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم» قال السيد : الثقلين واحدهما ثقل ، وهو متاع المسافر الذي يصحبه اذا رحل ويسترفق به اذا نزل ، فأقام «ص» الكتاب والعترة مقام رفيقه في السفر ورفاقه في الحضر ، وجعلهما بمنزلة المتاع الذي يخلفة بعد وفاته ، فلذلك احتاج الى ان يوصي بحفظه ومراعاته ، وقال انما ثقلى لأن الاخذ بهما ثقيل ، وقال بعضهم انما سميا بذلك لانهما العدتان اللتان يعول فى الدين عليهما