بمجرد استقصاء اسمائها مفردة ـ وهو ان يعرف عددها السامع او الناطق وأسماءها ، فاذا استقصيت مصحوبة بعدها فقد عرف عددها واسماؤها ـ انتهى.
وأظن ان المتوهم لذلك توهم ذلك من ظاهر كلام القوم في باب تعريف المعرب وفي باب الوقف وأمثالهما ، وليس كلامهم في تلك المقامات فيما نحن بصدده ، اذ ما نحن فيه مقام القاء الأجناس على الحاسب على نحو سائر ما يلقى على المخاطب ليفيده ما يفيده الكلام فلا بد فيما يلقى اليه من تقدير حتى يصير مما افاد المستمع فائدة تامة يحسن السكوت عليها.
وأما تلك المقامات المتوهم منها ذلك فنحن نذكر بعضا منها تنويرا للأذهان وتتميما للبيان :
قال الجامى : فالمعرب الذى هو قسم من الاسم المركب ـ اي الاسم الذي ركب مع غيره تركيبا ـ يتحقق معه عامله ، فيدخل فيه زيد وقائم وهؤلاء في قولك «زيد قائم» و «قام هؤلاء» ، بخلاف ما ليس بمركب اصلا من الأسماء المفردة المعدودة ، نحو الف باتا زيد عمرو بكر ، وبخلاف ما هو مركب مع غيره لكن لا تركيبا يتحقق معه عامله كغلام في «غلام زيد» ، فان جميع ذلك من قبيل المبنيات عند المصنف ـ الى ان قال ـ اعلم ان صاحب الكشاف جعل الأسماء المعدودة العارية عن المشابهة المذكورة معربة ، وليس النزاع في المعرب الذي هو اسم مفعول من قولك «اعربت الكلمة» ، فان ذلك لا يحصل الا باجراء الاعراب على آخر الكلمة بعد التركيب بل في المعرب اصطلاحا ، فاعتبر العلامة مجرد الصلاحية لاستحقاق الاعراب