تقدم واسرع كأن زهاءها اى مقدارها ، والصليع الذى لا شعر فيه ، ولعله شبها بذلك الرأس في التجرد والانكشاف والظهور والتمام ، كما يقال جيش اقرع وألف اقرع ، اى قام مجازا ، وخيل اى واصحاب خيل قد تقدمت لها بمثلها ، والتحية الدعاء بالحياة ، فأخبر عنها بالضرب الوجيع على سبيل التهكم ، وضمير «بينهم» للخيل بمعنى الجيش ، وانتقل من ذكر ريحانة الى الحرب لانه كان اغار على دريد في طلبها ـ انتهى.
والغرض من نقل الحاشية بطولها معرفة مجيئ وزن فعيل بمعنى مفعل ، اى بمعني اسم الفاعل من باب الافعال ، كما قلنا ان الأليم بمعنى المؤلم. وفي خاتمة المصباح تصريح بذلك فراجع ان شئت (ويمكن الجواب عن الأول) اى عن نحو «رجل عدل» و «انما هي اقبال وادبار» (بأنه عنده ليس بمجاز ، كما انه ليس بحقيقة) كما تقدم منه ذلك في بحث الحقيقة العقلية.
وحاصل الجواب في المقامين : ان قول الشيخ ليس حجة على المصنف اذله رأي غير رأى الشيخ ، لأن الظاهر منه انه اختار ما ذهب اليه الزمخشرى من ان الاسناد الى المبتدأ ليس بحقيقة ولا بمجاز ، وذلك لأنه قال في قوله تعالى (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) يجوز ان يستعار الاسناد في نفسه من غير الله تعالى الله جل شأنه ، فيكون الختم مسندا الى اسم الله على سبيل المجاز وهو لغيره تعالى ، تفسير هذا أن الفعل ملابسات شتى يلابس الفاعل والمفعول به والمصدر والزمان والمكان والمسبب له ، فاسناده الى الفاعل حقيقة ، وقد يسند الى هذه الأشياء علي طريق المجاز المسمى استعارة وذلك لمضاهاتها للفعل في ملابسة الفعل كما يضاهي الرجل الأسد في