ما ليس بصادق ولا كاذب ، ليكون هذا) اى الاخبار (حال الجنة منه) اى مما ليس بصادق ولا كاذب (بزعمهم وان كان صادقا في نفس الامر).
والحاصل : انهم اعتقدوا أن الاخبار حال الجنة نوع من الخبر وليس من قسم الصدق ولا من قسم الكذب بل هو شىء ثالث ، وخطاؤهم في انه شيء ثالث لا ينفى صحة اطلاقهم الخبر على شيء ثالث ، فاطلاقهم دليل على ان للخبر نوع ثالث غير الصدق وغير الكذب ، وهو الواسطة.
(فعلم ان الاعتراض بأنه لا يلزم من عدم اعتقاد الصدق عدم الصدق ليس) هذا الاعتراض (بشيء) يعتنى به (لأنه) اى الجاحظ (لم يجعل عدم اعتقاد) الكفار (الصدق) اى صدق كلامه «ص» (دليلا على عدم كونه) صلّى
الله عليه وآله (صادقا بل) جعل عدم اعتقادهم الصدق دليلا (على عدم ارادتهم كونه صلىاللهعليهوآله صادقا على ما قررنا ، والفرق ظاهر).
وذلك ـ اى ظهور الفرق ـ وتوضيحه على ما بينه بعض المحققين ان المعترض فهم ان قول الخطيب وغير الصدق خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير وهو ـ اى الثانى ـ غير الصدق في الواقع ، وانما كان الثانى غير الصدق لانهم لم يعتقدوا صدقه ، فجعل عدم اعتقاد الصدق علة لكون الثاني غير الصدق ، فاعترض المعترض عليه بأنه لا يلزم من عدم اعتقاد الصدق الذى قاله الخطيب عدم الصدق في الواقع ، لجواز ان يثبت الصدق مع عدم اعتقاد الصدق ، ألا ترى ان الكفار لا يعتقدون صدق الانبياء قاطبة وهم صادقون في نفس الأمر ، وحينئذ لا يتم التعليل ـ اى قول