على ما يحذف كلو الشرطية نحو «تصدق وان كان درهما» اى ان كان زائدا وان كان درهما ، و «اكرم الضيف ولو كان كافرا» اى لو كان مؤمنا ولو كان كافرا.
هذا ولكن في المصباح في مادة الألف مع النون ما بظاهره يدل على انها في امثال المقام ليست شرطية ، وهذا نصه : وقد تتجرد (اى ان) عن معنى الشرط فتكون بمعنى لو نحو «صل وان عجزت عن القيام» ، ومعنى الكلام حينئذ إلحاق الملفوظ بالمسكوت عنه في الحكم ، اى صل سواء قدرت على القيام او عجزت عنه ، ومنه يقال «اكرم زيدا وان قعد» فالواو للحال والتقدير ولو في حال قعوده ، وفيه نص على ادخال الملفوظ بعد الواو تحت ما يقتضيه اللفظ من الاطلاق والعموم ، اذ لو اقتصر على قوله «اكرم زيدا» لكان مطلقا والمطلق جائز التقييد ، فيحتمل دخول ما بعد الواو تحت العموم ، ويحتمل خروجه على ارادة التخصيص ، فيتعين الدخول بالنص عليه ويزول الاحتمال ، ومعناه اكرمه سواء قعد او لا ، ويبقى الفعل على عمومه ، وتمتنع ارادة التخصيص حينئذ.
قال المرزوقي في شرح الحماسة : وقد يكون في الشرط معنى الحال كما يكون في الحال معنى الشرط ، قال الشاعر : «عاود هراة وان معمورها خربا» ففى الواو معنى الحال اى ولو في حال خرابها ، ومثال الحال يتضمن معنى الشرط لا فعلته كائنا ما كان ، والمعنى ان هذا وان كان غيره ـ انتهى.
وقريب من ذلك ما يأتى في الباب الرابع من قوله : واما الواو الداخلة على الشرط المدلول على جوابه بما قبله من الكلام ، وذلك اذا كان ضد