بين الكلى والكل ان الكلى يحمل على الجزئى والكل لا يحمل على الجزء ، فيقال «الانسان حيوان» و «زيد انسان» ولا يقال «السقف بيت» ولا «الحجرة مدرسة».
(تنبيه) قول الشارح المقصود بدل من الضمير المستتر في «ينحصر» العائد على علم المعانى ، لا انه الفاعل حتى يشكل على المصنف بأنهم قالوا ـ كما في السيوطي ـ لا يحذف الفاعل اصلا ، وانما زاده الشارح لاخراج التعريف وبيان الانحصار والتنبيه الآتى ، فانها من العلم وليست من المقصود منه ، واعادة الضمير في ينحصر الى علم المعانى تدل على ان علم المعانى هو نفس القواعد والمسائل المذكورة في الأبواب الثمانية ، والى ما نبهنا اشار بقوله : (وظاهر هذا الكلام يشعر بأن العلم عبارة عن نفس القواعد) والمسائل المذكورة في الأبواب الثمانية (على ما مرّ) آنفا من قوله : ويجوز ان يريد بالعلم نفس الأصول والقواعد.
(و) حينئذ (تعريف العلم وبيان الانحصار والتنبيه الآتى خارجة عن المقصود) وان كان كل واحد من هذه الأمور الثلاثة داخلا في العلم ، لتعلق هذه الأمور الثلاثة بعلم المعانى بحيث يعد منه وتدون معه ، لكنها ليست من المقصود بالذات ، لأن المقصود بالذات من كل علم انما هو القواعد والمسائل المذكورة في ابوابه ، او الملكة التى تحصل من مزاولة تلك القواعد والمسائل او سائر ما ذكر من الاحتمالات الخمسة المتقدمة في اوائل الفن (الأول) من الابواب الثمانية (احوال الاسناد الخبرى ، والثانى احوال المسند اليه ، الثالث احوال المسند ، الرابع احوال متعلقات الفعل) وشبهه (الخامس القصر) انما لم يقل احوال القصر وكذا ما بعده لأنها في نفسها احوال كما سيشير اليه