والجهالة كتعريف احد المتضايفين بالآخر ، او يعرف بالأخفى ـ كما يقال «النار استقس» او بنفسه كما يقال «الحركة نقلة» «الانسان حيوان بشرى» (او بما لا يعرف الا به) اما بمرتبة واحدة وهو دور مصرح كتعريف الشمس بكوكب النهار والنهار بزمان كون الشمس فوق الأفق ، او بمراتب فهو دور مضمر كتعريف الأثنين بالزوج الأول والزوج بالعدد المنقسم بمتساويين والمتساويين بالشيئين للذين لا يفضل احدهما على الآخر والشيئين بالاثنين.
وكل واحد منها اردأ مما قبله ، فتعريف الشيء بغير المساوى ودىء على ما ذكروه ، وبالمساوى في المعرفة اردأ لأنه لا يفيد المطلوب ، والاول يفيد تصوره بوجه ما ، وبالأخفى اردأ لكونه ابعد عن الافادة ، وبنفسه اردأ منه لجواز أن يصير اوضح في بعض لبعض فيفيد تعريفا بخلافه ، والدور المصرح اردأ منه لاشتماله على التعريف بنفسه وزيادة ، والدور المضمر اردأ منه لانه مشتمل على المصرح وزيادة.
هذا كله من جهة المعنى ، واما الخلل من جهة اللفظ فانما يتصور اذا حاول الشخص التعريف لغيره ، وذلك باستعمال ألفاظ غريبة وحشية او مجازية او مشتركة من غير قرينة ، وبالجملة ما لا يكون ظاهر الدلالة على المراد بالنسبة الى السامع. انتهى. فليكن هذا على ذكر منك يفيدك في كل تعريف سيما في تعريفات هذا الكتاب ، والله الموفق والمعين.
(ثم الأوضح في تعريف علم المعانى انه «علم يعرف به كيفية تطبيق الكلام العربى لمقتضى الحال»).
والأحسن من الكل ما قاله ابن خلدون في علم الادب في مقدمة كتابه ، وهذا نصه : هذا العلم لا موضوع له ينظر في اثبات عوارضه