واما وجه الأول ، اي : عدم كون ـ التنافر ـ بسبب بعد المخارج فاشار اليه بقوله : (بخلاف «علم») اذ فيه : بعد المخرج ، ولا تنافر فيه.
فيعلم من ذلك : ان بعد المخرج ، ليس سببا للتنافر ، والا لكان «علم» ـ ايضا ـ متنافرا ، كملع ، وليس فليس.
(و) ان قلت : فيهما فرق ، وهو : ان فى ـ علم ـ اخراج من الحلق الى الشفة ، وفي ـ ملع ـ ادخال من الشفة الى الحلق والاخراج ايسر من الادخال ، ولا يخفى لطف هذا.
قلت : نعم ، الأمر كما ذكرت من اللطيفة ، لكن (ليس ذلك) اي : كون ـ علم ـ غير متنافر ، و ـ ملع ـ متنافرا ، (بسبب : ان الاخراج من الحلق الى الشفة ، أيسر من : ادخاله من الشفة الى الحلق لما نجد من حسن) كلمات ، في بعضها اخراج من الحلق الى الشفة وفي بعضها الآخر ادخال من الشفة الى الحلق.
وفيه الاخراج ، (وبلغ) ، وفيه الادخال.
(و) كذلك : (حلم ، وملح ، بل هذا) ، اي : تنافر الكلمة (امر ذوقي ، فكل ما عده الذوق الصحيح ـ ثقيلا ، متعسر النطق ـ فهو : «متنافر» سواء كان) ذلك الكلمة ، مركبة (من قرب المخارج ، او بعدها).
فالاولى ، ان يقال : قريب المخارج ، او بعيدها ، (او غير ذلك) بان يكون بعض حروفها ، من قريب المخارج ، وبعضها الآخر ، من بعيدها.
ويحتمل ان يكون مراده : ان كل ما عده الذوق الصحيح ـ ثقيلا