كقولنا : «غلب» فان ـ العين ـ من حروف الحلق ، و ـ اللام ـ من وسط اللسان ، و ـ الباء ـ من الشفة.
واذا عكسنا ذلك : صار. «بلغ» وكلاهما حسن مليح.
وكذلك تقول : «حلم» من الحلم ، وهو : الاناة ، واذا عكسنا هذه الكلمة ، صارت : «ملح» على وزن «فعل» ـ بفتح الفاء وضم العين ـ وكلاهما حسن مليح.
وكذلك تقول : «عقر ، ورقع ، وعرف ، وفرع ، وحلف ، وفلح ، وقلم ، وملق ، وكلم ، وملك».
ولو شئت : لأوردت من ذلك شيئا كثيرا ، تضيق عنه هذه الأوراق ولو كان ما ذكرته مطردا ، لكنا اذا عكسنا هذه الألفاظ ، صار حسنها قبحا ، وليس كذلك. انتهى.
والى اجمال هذه المباحث : يشير بعضهم ـ حيث يقول ـ : قالوا : ان التنافر يكون : اما لتباعد الحروف جدا ، او لتقاربها ، فانها كالطفرة والمشي في القيد.
ونقله ـ الخفاجي ـ : عن «الخليل بن احمد» ورأى : انه لا تنافر في القرب وان افرط.
ويشهد له ان لنا ألفاظا متقاربة حسنة ، كلفظ «الشجر» و «الجيش» و «الفم» ومتباعدة قبيحة ، مثل «ملع» اذا اسرع.
ويرد على من جعل ـ القرب والبعد ـ موجبين للتنافر : ان نحو : «الفم» حسن مع تقارب حروفه ، وقد يوجد ـ البعد ـ ولا تنافر ، مثل : «علم» ومثل : «البعد» فان ـ الميم ـ وكذا ـ الباء ـ من الشفتين و ـ العين ـ من الحلق ، وهو حسن.