قيل : يجوز كسر ـ الدال ـ ، مع كونها باقية على معنى الباب من التعدية ، بناء على انها لما فيها من سبب التقدم ، كأنها تقدم نفسها او لافادتها الشروع بالبصيرة ، تقدم من يعرفها على من لا يعرفها.
(في بيان) امور ثلاثة ، الأول : (معنى الفصاحة والبلاغة ، و) الثاني : (انحصار) ما يسمى (علم البلاغة) ، او ماله زيادة اختصاص بها ، (في علمي المعاني والبيان) فقط ، دون البديع.
(و) الثالث (ما يتصل بذلك ، مما ينساق اليه الكلام) ، كبيان النسبة بين الفصاحة والبلاغة ، وبيان ما يرجع كل واحد منهما اليه ، ونحو ذلك مما ستعرفه.
(ومحصولها) اي : المقدمة ، وما يبين فيها : (ان تعرف ـ على التحقيق والتفصيل ـ غاية العلوم الثلاثة) ، اي : علمى المعاني والبيان. والبديع.
(و) ان تعرف : (وجه الاحتياج اليها) ، حتى يعلم : ان النظر في هذه العلوم ليس عبثا ، بل لها منافع ومصالح ، يحتاج الناس اليها ، فيميلون اليها ، لتحصيل تلك المنافع والغايات.
(والمقدمة : مأخوذة) اي : منقولة ، او مستعارة ، (من مقدمة الجيش) ، الموضوعة (للجماعة المتقدمة منها) ، اي : من الجيش.
(من قدم ـ بمعنى : تقدم ،) وقد سبق بيان ذلك.
قيل : ليس المراد : انها منقولة او مستعارة من مقدمة الجيش ، لأنه لا معنى لنقل اللفظ المفرد او استعارته ، عن اللفظ المضاف ، اذ لا بد من اتحاد اللفظ فيهما : في المنقول عنه واليه ، وفي المستعار منه والمستعار له.
بل المراد : ان لفظ ـ المقدمة ـ مأخوذة من مقدمة الجيش ، مع