الألفاظ.
الى ان قال : وحينئذ ، فنقول : امثال هذه ليست بحجة ، اذ كما نعلم يقينا : انهم رووا الأحاديث بالمعنى ، نعلم ـ ايضا ـ : ان الناس لا يقدرون على حفظ هذه الدقائق ، بل لا يتفطنون لها ، حتى يحفظوها.
فما هو شايع بين بعض فقهائنا المتأخرين ، خصوصا بين من تأخر عن الشيخ المحقق الأنصاري ، من استنباط الأحكام من هذه الدقائق المستنبطة من ألفاظ الروايات بتدقيقاتهم ، غير مبتن على أساس متين ، خصوصا ما يدعونه من الظن الاطميناني بصدور هذه الروايات ، وانها حجة ، لا تعبدا بآية النبأ وامثالها ، بل لحصول الاطمينان ، وان الاطمينان علم عرفا.
والحق : انهم ان ادعوا حصول الاطمينان بصدور هذه الألفاظ المروية بخصوصياتها ، كما يحتجون بها في الفقه ، فنحن نعلم يقينا عدم صدورها كذلك ، ولا حفظ خصوصياتها في ابدالها ـ ايضا ـ ، وليس صدورها وهما فضلا عن الظن ، وفضلا عن الاطمينان .. انتهى.
واظهر من ذلك ـ فيما نحن بصدده ـ : ما ذكره الدماميني ـ في حاشية المغنى ـ ، في الباب الخامس ، في آخر الخاتمة ، عند قول ابن هشام : «اما لو لا قومك حديثو عهد بالاسلام» : فلعله يروى بالمعنى.
فقال في الحاشية : اقول : يعني فلا يكون فيه الدليل ، لأنه يحتمل ان لا يكون لفظه (ص) ، وهذا مما يؤدى : الى عدم الاستدلال بالأحاديث النبوية على الأحكام النحوية ، على القول بجواز نقل الحديث بالمعنى لتطرق الاحتمال المذكور : الى كل لفظ يستدل به منها.
وقد اتخذ الشيخ ابو حيان هذا المعنى ، في الرد على الامام جمال