عاملونا معاملة الغضب» ، او «فلما اتوا الينا بما يأتيه المغضب».
قال بعضهم :
فان قال قائل : فلعل السور القصار يمكن فيها المعارضة قيل : لا يجوز فيها ذلك ، من
قبل ان التحدي قد وقع بها ، فظهر العجز عنها ، في قوله تعالى : «فَأْتُوا بِسُورَةٍ»
فلم يخص بذلك
الطوال دون القصار!
فان قال : فانه
يمكن في القصار ، ان تغير الفواصل ، فيجعل بدل كل كلمة ما يقوم مقامها ، فهل يكون
ذلك معارضة؟
قيل له : لا ،
من قبل ان المفحم يمكنه ان ينشىء بيتا واحدا ، ولا يفضل بطبعه بين مكسور وموزون ،
فلو ان (مفحما) رام ان يجعل بدل ـ قوله في قصيدة رؤبة ـ :
وقائم
الاعناق خاوي المخترق
|
|
مشتبه
الاعلام لماع الخفق
|
فجعل بدل ـ المخترق
، الممزق ـ وبدل ـ الخفق ، الشفق ـ وبدل ـ انخرق ، انطلق ـ لامكنه ذلك ، ولم يثبت
له به قول الشعر ولا معارضة رويه في هذه القصيدة ، عند احد له ادنى معرفة.
فكذلك : سبيل
من غير الفواصل.
فان قيل : لو
كان معجزا ، لم يختلف القوم في وجه اعجازه قلنا : قد يثبت الشيء دليلا ، وان
اختلفوا في وجه دلالة البرهان كما قد يختلفون في الاستدلال على حدوث العالم : من
الحركة ، والسكون ، والاجتماع والافتراق ، والدور والتسلسل ـ كما في شرح الباب
الحادي عشر ـ للفاضل المقداد.
ثم ها هنا
دقيقة ، لا بد من ذكرها ، وهي : انه ان قال قائل : اذا كان النبي (ص) قد قال : «انا
افصح من