قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدرّس الأفضل [ ج ١ ]

    115/584
    *

    بامور :

    احدها : ما عرفت من ان القرآن من المعجزات ، ولا يظهر اعجازها لبعض الموار الا بالنسبة الى المطالب السهلة المشهورة ، سيما بالنسبة الى اهل الكتاب المطلعين على تلك المطالب ، سيما بعد ملاحظتهم ان هذا النبي امي لم يقرأ عند عالم ، ولا نظر في كتاب ، فلا يكون علمه الا مستندا الى الوحي.

    وثانيهما : بان الغرض من نزول القرآن هداية الضالين ، وارشاد الهالكين ، ومن طرق الهداية ذكر العبر والقصص الواقعة في الامم الماضية كما اشير اليه في قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) وقوله تعالى : (مَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) وذكرها في كتب السلف لا ينفع ، لأنها مشوهة بتشويه معانيها ، فصارت من الكلام الساقط الذى تشمئز منه النفوس الزكية.

    قال سيدنا الاستاذ ـ مد ظله ـ في (نفحات الاعجاز) الذي كتبه قبل خمس واربعين سنة من تاريخ اشتغالنا بكتابة هذه السطور ، وهو سنة ستة وثمانين بعد الألف وثلاثمائة : ألا ترى ان كاتب التوراة الرائجة لم تكن عنده حقيقة القصة في أكل آدم (ع) وحواء (ع) من الشجرة التي نهاهما الله عنها ، واراد ان يصورها كشاعر خيالي ، فانه مهما تأنق في تزويق عباراتها وتنميق محاوراتها ، جاء بها شنعاء شوهاء ، تشوهت ألفاظها بتشويه معانيها.

    فكانت من الكلام الساقط الذي تشمئز منه النفوس ، انظر في الفصل الثالث من التكوين.

    نعم ، لو ذكرت في مثل (كليلة ودمنة) مثالا خياليا لملك خدوع