وأول ما يجب للناظر
فى كلام العرب بعد إحكام قياس حركات الإعراب أن يحكم تثقيف الأفعال ، لما يدخلها
من القياس بالتصرف ، ليتصل له قياس التصرف فى الأفعال بقياس تصرف الإعراب فى
الأسماء. وأيضا فإن أكثر الكلام مشتق منها ، وأكثر ما تسأل الطلبة ، والقراء ، والفقهاء فعن التصريف والاشتقاق فى القرآن والسنة وكلام العرب.
وإنى تأملت ما
ألفه فى ذلك من عنى بلغات العرب [من العلماء المتقدمين] كالزجاج ، وأبى حاتم ، وقطرب ، وغيرهم من أهل العناية والعلم ، فرأيت تواليفهم فى
الأفعال غير موعبة ، ولا مقتضية لإتقان ما قصدوه بزعمهم حتى تلافأ ذلك ، وتولاه : محمد بن عمر بن القوطية ـ رحمهالله ـ فألف فى الأفعال كتابا حاز به قصب السبق ، واستولى به
على أمد الغاية ، لم يتقدمه إلى مثله فى هذا الفن أحد من العلماء الماضين.
__________________