__________________
نبوية وولوية
فمن النبويات ما تدل على أن كل شيء بقضائه وقدره ، وأنه يجب الايمان بالقدر خيره وشره كما في مجمع الزوائد (ج ٧ ص ١٩٨ ط مصر) عن عبادة حين حضر انه قال : سمعت رسول الله «ص» يقول : القدر على هذا ، من مات على غيره دخل النار ، وفيه (ج ٧ ص ١٩٩) عن عدى عن النبي «ص» قال : يا عدى بن حاتم اسلم تسلم ، قلت : وما الإسلام؟ قال : تشهد ان لا اله الا الله وتشهد انى رسول الله وتؤمن بالاقدار كلها خيرها وشرها وحلوها ومرها وفي كنز العمال (ج ١ ص ١٠٢) بإسناده عن على عليهالسلام لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع يشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر خيره وشره وفي البحار (جلد ٣ ص ٢٦ ط كمپانى) بإسناده عن على «ع» قال قال : رسول الله «ص» لا يؤمن عبد حتى يؤمن باربعة ، حتى يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانى رسول الله «ص» بعثني بالحق وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت وحتى يؤمن بالقدر.
وهناك عدة روايات في الكتب الحديثية دالة على ذم القول بالقدر والالتزام ، فمن ثم اختلفوا في الجمع بين تينك الطائفتين من الأحاديث وفي تعيين المراد منهما.
ومما يستطرف في المقام ان الاشاعرة حملوا أحاديث الذم على القول بكون أفعال العباد بقدرته وعلى القول بالتفويض ، والمعتزلة اولوها على ما تنطبق على مسلك الاشاعرة ، وتبرأ كل منهما من ان يكون مصداقا للأخبار الدالة على الذم. كلما دخلت أمة لعنت أختها. واكثر الاشاعرة حمل الأحاديث الدالة على وجوب الايمان والرضاء بالقضاء والقدر على ان المراد بها كون الكائنات حتى أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه وتعالى ، بمعنى انه خلقها وأوجدها معصية كانت تلك الأفعال او طاعة ، بل سمعت عن بعض البغاددة منهم ان اطلاق المعصية والطاعة على الأفعال مجاز وتوسع في الاستعمال وقد مر بطلان هذه المقالة بأبلغ وجه وآكد بيان. وستأتى أدلة أخرى قويمة سديدة قائمة على بطلان مسلكهم. ولله در آية الله الشريف السيد محمد الباقر الحجة الحائرى «قده» حيث يقول :
ما فعل العبد اليه استندا |
|
إذ منه باختياره قد وجدا |
وقدرة العبد هي المؤثرة |
|
في فعله فللعباد الخيرة |