بسم الله الرّحمن الرحيم
تقديم
هذا كتاب أريد به أن يكون مختصرا لمعجم البلدان الذي ألّفه ياقوت. ومنهجه فى التأليف ـ كما يظهر من مقدمته ـ تخليص هذا المعجم مما حشر فيه وزيد عليه فى غير موضوعه ؛ ليكون مقصورا على «مالا بد منه مما يحتاج إليه فى معرفة الأسماء الواردة فى الأخبار والآثار وكتب المغازى والفتوح وغير ذلك ، بحيث يتمكّن القارئ لها من ضبط الأسماء والتكلّم فيها على الصواب ، ويعلم جهاتها ومواقعها من أقطار الأرض (١)».
أما ما اشتمل عليه معجم ياقوت من الاشتقاقات التى ذكرها فى كثير من الأسماء ، وطوالع البلدان وأطوالها ، والمنسوبين إلى الأماكن ... فقد أهملت فى هذا الكتاب ؛ لأنها «علم زائد عن المطلوب ، فهو خارج عن الغرض (٢)».
فهذا الكتاب قصد به إلى تصفية المعجم مما علق به من الزوائد ، وعرضه بحيث يتمكن الناظر فيه من الإفادة منه ـ بعد حذف فضوله وحشوه.
ومؤلفه ـ مع ذلك ـ تعقّب هذا المعجم ، ورسم منهجه فى ذلك فقال :
«فقيّدت ما قيّده ، وأهملت ما أهمله ؛ لعدم تمكّنى فى الوقت من تحصيله ، وربما زدته بيانا في بعض المواضع ، أو أصلحت ما تنبّهت عليه فيه من خلل وجدته في ذكره لبعض الأماكن ، إمّا لأنه نقله عن غيره على ذلك الوجه وهو خطأ أو ظنه كذلك ؛ وقد عرفته أنا وحققته ، وسألت عنه أهل المعرفة من سكانه ومجاوريه والمسافرين إلى جهته ، وقد يكون مما رأيت في سفرى واجتزت به ، وخاصة في أعمال بغداد ؛ فإنه كثير الخطأ فيها (٣)».
فليس هذا الكتاب ، مختصرا للمعجم وحسب ؛ ولكنه اشتمل مع ذلك على إصلاح لبعض ما فيه من خلل ، وتحقيق لما به من خطأ.
__________________
(١) انظر المقدمة.