الإسلام
في (الكافي)
مِن قولِ : «عدّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا» ، وليس من سُنّة الرِّواية وشَريعَة
التَّحديث ، أنّ الرَّاوي إِذا سَمِع الرِّواية عَن جَماعةٍ يَرويها عَن واحدٍ
مِنهم لِواحدٍ ، وعَن آخرٍ لِآخر ، وهكَذا كما وقَعَ في هذِهِ الرِّواية ، إِذ كُلّما
كَثر المَروي عنهُ قويت الرِّواية ، فَإِذا اقْتَصر على النَّقل عن واحدٍ فاتَ تلك
القُوَّة ، وهذَا مع كونِه خِيانةٌ في الرِّوايةِ عن (عَلْقَمَة) كَما في أوَّلِ
سَنَدي (الكَامل) ، و (مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل) بالرِّوَاية عن (مَالِك
الجُهَنِيّ) كما في ثَانِي سَندِيه ، أو عَن أبيهِ كما في (المِصبَاح) ، نعم إِذا
كان الرَّاوي مِمَّن لَا يَرويَ إِلّا عَن ثِقةٍ ، وقَد سَمِعَ عَن جمَاعةٍ
بَعضُهم ثِقة ، فلَهُ أَن يخَصَّ الثِّقةَ بالنَّقلِ عَنه ، وليسَ المَقامُ مِن
هذا القضبيلِ ، إِذ المَفروض أنَّ (صَالِحَاً) قَد رَوى عنهُم جَميعاً بالتَّفرِيق
، ومِن هُنا يتجِهُ إشكالٌ آخَر ، وهو أنَّ صاحِبَ (الكَامِلِ) قَد رَوى
__________________