القدماء من أن تأسيس هذه المدينة كان بواسطة (واردان)(Vardane) الذي لم يعرف عنه أي شيء ويظن أنه من سلسلة ملوك الاشكانيين.
وليس للقسم الأول هذا من القصر منفذ إلى الخارج ما عدا بابين صغيرين في الطبقة التحتانية وبوابة كبيرة في مقدمة البناية تكون بمثابة المدخل الرئيسي. على أن لهذا القسم أربع طبقات تزين كلّا منها أعمدة صغيرة جميلة ، وهذه تتصل بالطبقة العليا بعضها مع بعض بواسطة حنايا متقاربة ..
ويخيل للمرء أن هذه الأعمدة لم تنشأ إلا للزينة للوهلة الأولى ، إلا أنها في الحقيقة أنشأت لأجل استحكام البناية والثبات إزاء العوارض التي تصيبها كالزلازل وما شابهها.
وتذكر روايات المؤرخين القدامى أن هذه الأعمدة كانت مغطاة بصفحات من الفضة ، غير أنني لا أعتقد ذلك بل ربما كانت صفحات من معدن آخر مطلية بالفضة فقط لا غير .. مثل القبب المطلية في قم والشاه عبد العظيم في إيران اليوم. ولكن من المسلّم على أي حال أن آجر هذه الأعمدة كانت مغطاة بمعدن من معادن الفضة أو ما سواها ، ذلك لأنها غير متناسقة وغير مصقولة.
عند ما يدخل الإنسان في هذا البهو العظيم يؤخذ برهبة منه ، ويستولي عليه العجب العجاب لضخامته وعظمته على رغم مرور تلك العصور المتلاحقة من تاريخ إنشائه. وبعض أجزاء الطاق العلوية قد أصابها التصدع فانهدم ويبدو اليوم على شكل خرابة تقذي البصر!
ويعتقد المسلمون أنه لم يصب الإيوان التصدع إلا في يوم مولد النبي محمد (صلىاللهعليهوسلم) وذلك بالاهتزاز الذي تولاه فرحا بهذه المناسبة السعيدة .. على أنه ما زالت أقسام من سليمة لم تمتد إليها يد الهدم ، وما زالت تحتفظ برونقها القديم وشكلها الأول.
يشاهد في هذه الأقسام السليمة أنابيب كثيرة من الفخار ، ويقول العرب إنها كانت تستعمل في إنارة مصابيح البهو الكبير التي كانت تحيله إلى صباح نير في ديجور الليل المظلم! وفي نهاية هذا البهو كانت بوابة تصل القسم الثاني بالأول من القصر وما زال محلها ظاهرا. ولقد كان الشاه يعبر خلالها