المختلفة التي يقارب عددها عدد ما فيها من أنواع النخل! إنك تجد النساطرة فيها والسنة والشيعة والبابية والوهابية والمسيحية الرومية والمسيحية الكلدية والصابئة واليزيدية واليهود والأرمن وغيرهم كل بجنب الآخر وقلّما يحدث نزاع بين أنصار هذه الطوائف التي تمارس كل منها شعائرها المذهبية الخاصة بمطلق الحرية والاطمئنان. ومن الجدير بالذكر أن طائفة الصابئة لها تقاليد وعادات مذهبية عجيبة جدّا. فليس لديهم مثلا معبد أو محراب للعبادة كما هو الحال في المذاهب الأخرى وأصحاب هذا المذهب يقربون من الدين المسيحي باعتقادهم يوحنا كما أنهم يعتقدون أن عيسى خلفه!!
أمّا أهم طقوس هذه الفئة فهو التعميد الذي يتم بالماء للتطهر من الذنوب والخطايا. وعملية التعميد هذه تتكرر في حياتهم وهي من الواجبات المذهبية المرعية ، وذلك كلما أحس امرؤ بآثامه .. وإن لم يقم الواحد منهم بغسل التعميد في الوقت المناسب فمن الواجب الختم عليه ـ مع بقية أفراد طائفته ـ أن يغتسل قبيل يوم العيد الكبير! ويسبق عملية الغسل هذه الاعتراف عند قساوستهم. كاعتراف المسيحيين تماما!
والصابئة لا يستطيعون أن يتزوجوا بأكثر من امرأة واحدة في حياتهم كما أنهم لا يأخذون بالختان!
وفي كل أسبوع يقوم القس عندهم بقراءة بعض الأدعية والأوراد على الخبز لكي يجعله مباركا وبعد أن يضع عليه السمسم ويأكل قليلا منه يوزّع البقية بين الذين اغتسلوا غسل التعميد للتبرك!
إن حب المحافظة على الطهر وتجنّب الأقذار عند هذه الطائفة تكاد يبلغ مبلغ الهوس والوسواس. ومن الطريف أن قسوسهم لهم حق الزواج ولكن لا يسمح لنسائهم أن يعملن في الدور حتى بمجرد أن يمددن أيديهن إلى أثاثها أو أي شيء آخر. إذ ينبغي على القسوس أنفسهم أن يقوموا بالأعمال المنزلية كلها من طبخ وغسل وتدبير. وأغرب من ذلك أنه يحظر لديهم أكل لحم البقر والجاموس والضأن والجمل. ذلك لأنهم يعدون هذه الحيوانات بسبب خلقتها العجيبة نجسة غير طاهرة بيد أنه يسمح أكل لحم الخروف وحمله الصغير فقط