منّا ترسو عدّة سفن بصواريها الطويلة التي تشاهد من مسافات بعيدة.
وممّا لفت نظرنا في هذا الساحل النائي قلّة الحركة فيه إذ لم يمر بنا إلّا قاربان صغيران للنزهة. ولقد سأل من كان فيهما ملاحينا عن الوجهة التي نقصد إليها وعمّا نحمل. فأجابهم هؤلاء بأنهم متجهون إلى البصرة لبيع ما يحملونه من التمر. وعلى أثر هذا ابتعد القاربان عنا دون أن يحس أحد فيهما بوجودنا. إذ كنا قد بالغنا في إخفاء أنفسنا حتى لم نجرؤ أن نحرّك أيدينا أو سوقنا لشدّة خوفنا من «الكرنتينة» اللعين!!
وما كاد ينتصف الليل حتى بدأ زورقنا بالحركة ثانية ، وأخيرا وبكثير من الحيطة والحذر دخل نهر العشار (١) وهنا تنفسنا الصعداء مسرورين بخلاصنا من المصيدة!!
__________________
(١) يسمى الآن شط العشار ويصل إلى مدينة البصرة وينتهي بالخوره.