عن حدود امكانياتهم
العلمية ، وعن صعيد البحث والتحقيق والتتبع. وكيف يمكن وقد قال مجاهد بن جبير ، من
كبار التابعين وعلماء المفسرين فيه : ان لعلى سبعين منقبة ما كانت لاحد من اصحاب
النبى صلى الله عليه وسلم مثلها ، وما من شىء من مناقبهم الا وقد شاركهم فيها .
وقال سليمان بن
طرخان التيمى العابد : كان لعلى بن أبى طالب عشرون ومائة منقبة لم يشترك معه فيها
أحد من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد اشترك فى مناقب الناس .
وقال أبو الطفيل
نقلا عن بعض اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم : لقد سبق لعلى بن أبى طالب من
المناقب ما لو ان واحدة قسمت بين الخلق وسعهم خيرا .
وقال الامام احمد
بن حنبل : ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل ، اكثر
ما جاء لعلى بن ابى طالب .
الى غير هذا من
أقوال الصحابة ، والتابعين ، والسلف فى كثرة خصائص امير المؤمنين عليه السلام ،
ولذلك اندفع ابن ابى الحديد فى مقدمة شرحه يقول بصراحة وبملء فمه :
فأما فضائله عليه
السلام ، فانها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغا يسمج معه
التعرض لذكرها ، والتصدى لتفصيلها ، فصارت كما قال ابو العيناء لعبيد الله بن يحيى
بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد : رأيتنى فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء
النهار الباهر ، والقمر الزاهر الذى لا يخفى على الناظر ، فايقنت انى حيث انتهى بى
القول منسوب الى العجز ، مقصر عن
__________________