توفى ، ثم اختص
بصحبة ابن عمه امير المؤمنين ، وحبيب رب العالمين ، ابى الحسن على بن ابى طالب بن
عبد المطلب ، حتى توفى فى رمضان سنة ربعين ، وبقى بمكة ونزل بالطايف وتوفى بها سنة
ثمان وستين ، عن نحو ثلث وثمانين سنة وصلى عليه ابن عمه ابو القاسم محمد بن على بن
ابى طالب ابن الحنفية.
فهذه طريقة فى
الصحبة لم يكن أعلى منها ، ولا اصح وقع بيننا وبين امير المؤمنين على كرم الله
وجهه ، أحد عشر رجلا ويقع لنا من هذه الطريقة فى الصحبة ما هو الطف من هذا ، وأحسن
عند العارفين بقدر ذلك.
وهو ان الامام
أحمد صحب الامام محمد بن ادريس الشافعى ، وهو صحب الامام أبا عبد الله مالك بن أنس امام دار الهجرة ، وصحب الامام الشافعى رحمه الله ايضا ،
الامام الكبير فقيه زمانه محمد بن الحسن الشيبانى ، وهو صحب الامام الاعظم ابا
حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفى ، وثبت عندنا ان كلا من الامام مالك ، وابى حنيفة
رحمهما الله تعالى ، صحب الامام ابا عبد الله جعفر بن محمد الصادق حتى قال ابو
حنيفة : ما رأيت أفقه منه ، وقد دخلنى منه من الهيبة ما لم يدخلنى للمنصور.
وصحب جعفر الصادق
والده محمد الباقر.
وصحب الباقر والده
زين العابدين.
وصحب زين العابدين
والده الحسين ، وصحب الحسين والده امير المؤمنين عليا رضى الله عنه وعنهم.
فانظر الى ما فى
هذا الاسناد الشريف من الائمة المقتدى بهم فى العالم رحمهم الله ، ورضى عنهم
وعنابهم.
__________________