توفى ، ثم اختص بصحبة ابن عمه امير المؤمنين ، وحبيب رب العالمين ، ابى الحسن على بن ابى طالب بن عبد المطلب ، حتى توفى فى رمضان سنة ربعين ، وبقى بمكة ونزل بالطايف وتوفى بها سنة ثمان وستين ، عن نحو ثلث وثمانين سنة وصلى عليه ابن عمه ابو القاسم محمد بن على بن ابى طالب ابن الحنفية.
فهذه طريقة فى الصحبة لم يكن أعلى منها ، ولا اصح وقع بيننا وبين امير المؤمنين على كرم الله وجهه ، أحد عشر رجلا ويقع لنا من هذه الطريقة فى الصحبة ما هو الطف من هذا ، وأحسن عند العارفين بقدر ذلك.
وهو ان الامام أحمد (٣٦٧) صحب الامام محمد بن ادريس (٣٦٨) الشافعى ، وهو صحب الامام أبا عبد الله مالك بن أنس (٣٦٩) امام دار الهجرة ، وصحب الامام الشافعى رحمه الله ايضا ، الامام الكبير فقيه زمانه محمد بن الحسن الشيبانى ، وهو صحب الامام الاعظم ابا حنيفة النعمان ابن ثابت (٣٧٠) الكوفى ، وثبت عندنا ان كلا من الامام مالك ، وابى حنيفة رحمهما الله تعالى ، صحب الامام ابا عبد الله جعفر بن محمد الصادق حتى قال ابو حنيفة : ما رأيت أفقه منه ، وقد دخلنى منه من الهيبة ما لم يدخلنى للمنصور.
وصحب جعفر الصادق والده محمد الباقر.
وصحب الباقر والده زين العابدين.
وصحب زين العابدين والده الحسين ، وصحب الحسين والده امير المؤمنين عليا رضى الله عنه وعنهم.
فانظر الى ما فى هذا الاسناد الشريف من الائمة المقتدى بهم فى العالم رحمهم الله ، ورضى عنهم وعنابهم.
__________________
(٣٦٧) ابو عبد الله احمد بن حنبل المتوفى ٢٤١.
(٣٦٨) محمد بن ادريس الشافعى مات ٢٠٤.
(٣٦٩) مالك بن انس توفى ١٧٩.
(٣٧٠) ابو حنيفة نعمان بن ثابت مات ١٥٠.