وقد روى ايضا عن مالك وحماد بن زيد ، وروى عنه احمد بن ابى خيثمه ، وعبد الله بن الامام احمد ، وجماعة وتوفى سنة ست وثلثين ومائتين.
ولكن تابعه على رواية هذا الحديث عن على بن موسى الرضا ، محمد بن أسلم ، فقال الحافظ أبو بكر البيهقى : حدثنا أبو محمد عبيد ابن محمد بن محمد مهدى القشيرى ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد ابن موسى بن كعب ، حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب البيهقى ، حدثنا أبو الصلت الهروى عبد السلام ، ومحمد بن أسلم ، قالا : حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه ، فذكره باسناده ، غير أنه قال : الايمان اقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالجوارح.
قال البيهقى : وشاهد هذا الحديث ما فى الحديث الثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم ، فى عدد شعب الايمان (٣٣٦) فخرج أبو الصلت من عهدته.
وفى الجملة حيث صح السند الى أحد هذه الذرية الطاهرة ، فالحديث اما صحيح ، أو حسن ، أو صالح يحتج به ، ولكن الكلام فيمن
__________________
ـ صلوا بها الى ابطال كل ما ورد فى فضل على عليه السلام ، وذلك أنهم جعلوا آية تشيع الراوى وعلامة بدعته هو روايته فضائل على عليه السلام ، ثم قرروا أن كل ما يرويه المبتدع مما فيه تأييد لبدعته فهو مردود ولو كان من الثقات ، والذى فيه تأييد التشيع فى نظرهم هو فضل على عليه السلام وتفضيله فينتج من هذا أن لا يصح فى فضله حديث.
وقد اكثر ابن الجوزى ومن لف لفه من أقرانه العملاء ... من الحكم على الاحاديث بالوضع من هذا الطريق ، وسبقه الى ذلك الجوز قانى فى موضوعاته ، والخلاصة كون الحديث فى فضل على عليه السلام وراويه منهم بالتشيع ، بل مجرد كون الحديث فى الفضائل من اكبر أسباب الطعن عندهم فى الرواة ، وان كان اوثق الثقات وأعدل العدول.
(٣٣٦) صحيح مسلم ١ : ٦٣ ، عن عبيد الله بن سعيد ، وعبد بن حميد ، عن أبى عامر العقدى ، عن سليمان بن بلال ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبى صالح ، عن أبى هريرة عن النبى ـ ص ـ قال : الايمان بضع وسبعون شعبة.
وجاء هذا الكلام فى حكم أمير المؤمنين عليه السلام فقال : الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالاركان. شرح ابن أبى الحديد ١٩ : ٥١.