فقال : «حدّ الكناية الجامع لها هو أنها كل لفظة دلّت على معنى يجوز حمله
على جانب الحقيقة والمجاز بوصف جامع بين الحقيقة والمجاز ، نحو قوله تعالى : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ
وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ.) فقد كنّى بذلك ـ يقصد لفظة النعجة ـ عن النساء ، والوصف
الجامع بينهما هو التأنيث. فالمعنى هنا يجوز حمله على الحقيقة كما يجوز حمله على
المجاز .
وقد انتهى
البحث في «الكناية» إلى السكاكي والقزويني ومدرستهما البلاغية فتوسعوا في بحثها
وحددوا أقسامها على النحو الذي فصلته في مبحث «نشأة علم البيان وتطوره» ، ثمّ جاء
البلاغيون من بعدهم فأخذوا بتقسيمهم الذي لا يزال متّبعا إلى اليوم في دراسة «الكناية».
* * *
وإذا عدنا إلى
تقسيم السكاكي والقزويني وجدنا أنّ المطلوب بالكناية عندهم لا يخرج عن ثلاثة أقسام
هي : طلب نفس الصفة ، وطلب نفس الموصوف ، وطلب النسبة.
ومعنى هذا
أنّهم يقسمون الكناية باعتبار المكنى عنه ثلاثة أقسام تتمثل في أنّ المكنى عنه
عندهم : قد يكون صفة ، وقد يكون موصوفا ، وقد يكون نسبة.
ولعلّ الأمثلة
والتعقيب عليها بالشرح والتحليل خير وسيلة لتوضيح أقسام الكناية وبيان أثر صورها
المختلفة في بلاغة الكلام.
كناية الصفة :
وهي التي يطلب بها نفس الصفة ، والمراد بالصفة هنا الصفة المعنوية كالجود والكرم
والشجاعة وأمثالها لا النعت.
__________________