مكتبة بارودي فهي
المخطوطة نفسها التي اشترتها جامعة برنستون وهي نفسها التي نحققها.
وكنت نشرت منذ نحو
ثلاث سنوات في نشرة معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية التمس
فيها اعلامي عما إذا كان أحد يعرف عن وجود نسخة أخرى في بلد ما كي أطلع عليها قبل
النشر فلم يرد لي أي نبأ من أحد عن وجود شيء. وكنت مزمعا على نشر هذه المخطوطة سنة
١٣٩٧ ه. بمناسبة مرور ثمانمئة سنة هجرية على وفاة مؤلفها العالم الشهير ابن
الجوزي فحالت الاضطرابات في لبنان دون ذلك. وقد لا حظت حين قابلت بينها وبين ما
أخذه عنها ابن فضل الله العمري في كتابه «مسالك الابصار في ممالك الامصار» الجزء
الذي حققه ونشره أحمد زكي باشا إن ما نقله العمري لا يختلف عما هو فيها وذلك في كل
المواضع المتفرقة ما عدا ذكر رجال السند فقد كان العمري يهملهم ويكتفي إمّا
بالراوية الأخير أو بالراوية الأول. وهذا الاتفاق التام يدل على أن نسخة برنستون
أصيلة قديمة جدا لم تتعرض لأي تغيير منذ زمن العمري أي منذ نحو سبعمئة سنة. ونسخة
برنستون هي فيما يظهر من ورقها وخطها قديمة جدا تكاد تكون من عصر المؤلف ، ولهذا
فقد رأيت أن أقدم على نشرها برغم أنها مبتورة في آخرها ينقصها بضع ورقات لا تزيد
عن ثلاث أو أربع.
أما المخطوطة
فكتاب صغير يحتوي على اثنتين وستين صفحة من الورق القديم الصقيل بمقياس ٧ ، ١٥ س.
م في ٦ ، ١١ والكتابة في الصفحة بمقياس ١١ طولا في ٤ ، ٨ عرضا. ويوجد في كل صفحة
ثلاثة عشر سطرا دون استثناء والخط فيها نسخي قديم وفيه بعض الشكل ، وقد اضيفت إلى
حركات الشكل حركات أخرى في عصر متأخر. والخط واضح تماما إلّا في بعض الصفحات التي
كادت تمحى فيها الكلمات بسبب الرطوبة.
وقد يبدو لأول
وهلة أن المخطوطة موجز أو مختصر لكتاب أكبر كما