حمير (٧). وانه قصد بيت المقدس ، وقد خضعت له الملوك ، [١٥] فرأى في بيت المقدس العجائب التي صنعها الضحّاك بن قيس (٨) في الزمان الأول. احدى (٩) تلك العجائب أنه صنع نارا عظيمة اللهب ، فمن لم يطع تلك الليلة أحرقته تلك النار. والثانية من رمى بيت المقدس بنشابة رجعت النشابة عليه. والثالثة وضع كلبا من خشب على باب بيت المقدس ، فمن كان عنده شيء من السحر إذا مرّ بذلك الكلب نبح عليه ، فاذا نبح عليه ، نسي ما عنده من السحر. والرابعة وضع بابا ، فمن دخله إذا كان ظالما ضغطه ذلك الباب حتى يعترف بظلمه. والخامسة وضع عصا (١٠) في محراب بيت المقدس ، فلم يقدر أحد يمس تلك العصا إلا من كان من ولد الأنبياء ، ومن كان سوى ذلك أحرقت يده. والسادسة أنهم كانوا يحبسون أولاد الملوك عنده في محراب بيت المقدس ، فمن كان من أهل
__________________
(٧) ان ذا القرنين هذا هو غير الاسكندر المقدوني. وقد ذكره القرآن في سورة الكهف ٨٣ ، ٩٤ وقرنه بياجوج وماجوج. وتذهب بعض المصادر العربية القديمة الى انه رجل من حمير عمر عمرا طويلا بلغ سبعمئة سنة وبنى سد يأجوج ومأجوج وأوتي من كل شيء سببا ورفع الى السماء وكان يسمى عياشا (ابن الفقيه ٧١) بينما لم يعش ذو القرنين المقدوني طويلا فيما يقول ابن الفقيه ولم تكن سيرته حميدة.
(٨) من رجال الاساطير زعم الطبري (تاريخ) ١ : ٢٠١ انه فارسي واسمه اسدهاك فقلبها العرب الى الضحاك ويقال عنه انه عاش اكثر من الف سنة وفتح اكثر ممالك العالم حتى ان الجن كانت تخضع له ولعل نسبته الى قيس اضيفت خطأ بعد ان عرف الضحاك ابن قيس والي معاوية على الكوفة ، ابن قتيبة (المعارف) ٢١٠.
(٩) بالاصل احد. بالاصل عصى.
(١٠) «وكانت سلسلة قضاء الخصوم من اتخاذ سليمان وكان مما اتخذ ايضا ببيت المقدس من الاعاجيب ان نصب في زاوية من زوايا المسجد عصا ابنوس فكان من مسها من أولاد الانبياء لم يضره مسها ومن مسها من غيرهم احرقت يده» ابن الفقيه ١٠١.