نستطيع أن نضع عليه بعض اللمسات الشعرية من خلال هذه المقتطفات التي أثبتناها وهي تشير إلى شاعرية حيّة كان يتمتع بها» (١١٢).
وكان أثره عظيما ، فكثيرون هم الذين نقلوا أو كتبوا عنه. نذكر منهم سبطه يوسف في مرآة الزمان وابن فضل الله العمري «في مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» وابن الفرات في تاريخه ، وابن رجب في كتابه الذيل على طبقات الحنابلة ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ، وابن جبير في رحلته ، والذهبي في تذكرته (١١٣) ، وجلال الدين السيوطي في غير كتاب واحد ، عدا الكثيرين غيرهم. وكان اسمه محاطا بالاكرام والتبجيل ، ينعت بأحسن النعوت والألقاب ، فهو في بعض الكتب : شيخ الامة ، وعلم الأئمة ، وناصر السنّة ، وفي بعضها الآخر : شيخ الاسلام وسيّد الفقهاء ، وشرف الحفاظ ، ومفتي الفرق ، وفي أخرى : الشيخ الامام العلامة الأوحد. وفي أخرى : الامام العلامة الحافظ ، عالم العراق وواعظ الآفاق.
بقي أن أذكر في الختام ، أن ما نشر من كتب ابن الجوزي هو عدد قليل من مؤلفاته ولكنه يفوق الأربعين كتابا وأرى من الخير أن أذكرها هنا.
١) أخبار أهل الرسوخ (القاهرة ، ١٣٢٢ ه).
٢) أخبار الحمقى والمغفلين (دمشق ١٣٤٥ ه).
٣) أخبار الظرفاء والمتماجنين (النجف ١٩٦٧ م).
٤) أخبار النساء (دمشق ، ١٣٤٧ ه).
__________________
(١١٢) محمد بحر العلوم في مقدمته لكتاب اخبار الظراف والمتماجنين (النجف ، ١٩٦٧) ص ٢٤ ـ ٣٣.
(١١٣) الذهبي (تذكرة) ٤ : ويذكر عددا من الشيوخ الذين حدثوا عنه وعددا اخر بالاجازة.