وأقدم من ذكر مولده. وقد أشار فوق ذلك في مواضع أخرى من كتابه إلى سني عمر جده حين تيتم ، وانها كانت ثلاثا (١١). وكان قد ذكر في في موضع آخر أن والد جده توفي سنة ٥١٤ ه. فاصبح من المحتم أن تكون ولادة ابن الجوزي في آخر سنة ٥١٠ ه. إن لم يكن في أوائل سنة ٥١١. لا سيما وأن هناك من يذكر أنه وجد بخط ابن الجوزي تصنيف له في الوعظ ذكر فيه أنه صنفه سنة ٥٢٨ ه. وله من العمر سبع عشرة سنة (١٢).
كما أن ابن رجب أشار إلى بعض الروايات التي ذكرت مولده ثم قال : وهذا يؤذن أن مولده بعد العشرة (١٣).
بغداد في عهده
وكانت بغداد في ذلك العهد قد فقدت نفوذها السياسي في العالم الاسلامي ، وأمست مركزا لخلافة دينية لبني العباس ليس أكثر ، يسيطر عليها السلاطين من السلاجقة الاتراك. وقد زارها ابن جبير في ذلك العهد فقال : هذه المدينة العتيقة ، وان لم تزل حاضرة الخلافة العباسية ، ومثابة الدعوة الامامية القرشية الهاشمية. قد ذهب أكثر رسمها ولم يبق منها إلا شهير اسمها (١٤). وقد تعرضت في عهد ابن الجوزي لمحن عظيمة ذكر بعضها سبطه في مرآة
__________________
(١١) سبط ابن الجوزي ٨ : ٣١٠ وانظر ايضا ابن خلكان ، بيروت تحقيق احسان عباس ، ١٩٦٨ ج ٣ : ١٤٢.
(١٢) ابن الجوزي ، «مناقب الامام». ص ١.
(١٣) ابن رجب (الذيل) ١ : ٤٠٠ بل ان هناك اشارة في كتابه المنتظم تلمح الى انه ولد بعد سنة ٥١٠ او في اخرها على الاقل حيث يقول عن الزلزال الذي اصاب بغداد سنة ٥٢٩ ثم ارتجت يوم الثلاثاء النصف من الليل حتى تفرقعت السقوف وانتثرت الحيطان وكنت في ذلك الزمان صبيا وكان نومي ثقيلا لا انتبه الا بعد الانتباه الكثير. ج ١٠ : ٤٦ ـ ٤٧.
(١٤) ابن جبير ٩٦.