الوهاب ابن المبارك (١٦) الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل ابن خيرون. أنبأنا أبو علي ابن سادان ، أنبأنا أحمد ابن كامل ، حدثني محمد ابن سعد ، حدثني أبي عن عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عبّاس ، بعثنا عليكم عبادا لنا جالوت فجاسوا خلال ديارهم ، وضربوا عليهم الخراج والذل ، فسألوا (١٧) الله أن يبعث لهم ملكا يقاتلون في سبيل الله ، فبعث الله طالوت ، فلما أفسدوا بعث الله عليهم في المرّة [٣٠] الأخرى بخت نصر. والثاني ان الذي بعث في المرة الاولى بخت نصر. قاله سعيد ابن المسيّب ، واختاره الفرّاء ، والزجاج. والثالث العمالقة وكانوا كفارا. قاله (١٨) ابن الحسن. والرابع سنحاريب قاله سعيد ابن جبير (١٩). والخامس قوم من أهل فارس قاله مجاهد (٢٠). قال ابن
__________________
(١٦) احد شيوخ ابن الجوزي ولد سنة ٤٦٢ ه. وتوفي سنة ٥٣٨. درس عليه ابن الجوزي الحديث في جامع المنصور في بغداد واثنى على علمه بالحديث (ابن الجوزي (صفة) ٢ : ٢٨١) وقال ايضا فيه : «ولقد كنت اقرأ عليه الحديث في زمان الصبا ولم أذق بعد طعم العلم فكان يبكي بكاء متصلا. وكان ذلك البكاء يعمل في قلبي واقول ما يبكي هذا هكذا الا لامر عظيم. فاستفدت ببكائه ما لم استفد بروايته ابن الجوزي (المنتظم) ١٠ : ١٠٨ وانظر ايضا ابن رجب (الذيل) ٢٤٠ وابن العماد الحنبلي ٤ : ١١٦. وكلاهما نقل عن ابن الجوزي.
(١٧) في الاصل «فسلوا».
(١٨) لا نعلم من هو ابن الحسن هذا.
(١٩) سعيد مولى بني والبة وهو احد القراء والمحدثين عينه الحجاج قاضيا في الكوفة ثم كاتبا لواليها ابي بردة. ثم ثار على الحجاج في فتنة ابن الاشعث وهرب بعدها الى مكة فألقي عليه القبض وارسل الى الحجاج فقتله سنة ٩٤ ه. النووي (تهذيب) ٢٧٨.
(٢٠) هو الامام ابو الحجاج مجاهد ابن جبر كان مولى بني مخزوم وضع تفسيرا للقرآن وعرضه فيما قال ٣٠ مرة على ابن عباس ليتأكد ان كل اية قد فسرت على الوجه الصحيح.
اعتمد على كثير من الصحابة في عمله ويعد من اعظم رجال التفسير توفي في مكة سنة ١٠٣ ه. (الطبري (تفسير) ١ : ٣١ ، الاصبهاني (الحلية) ٣ : ٢٧٩ ـ ٣١٠ ، ابن الجوزي (صفة) ٢ : ١١٧ ، ابن العماد الحنبلي ١ : ١٢٥ ، النووي (تهذيب) ٥٤٠.