المقدّمة
ظاهرة الحجّ من أعظم مظاهر الحياة الاجتماعية للمسلمين ، يغبطهم عليها من سواهم ، وهي ظاهرة تبدأ من البُعد العبادي والعرفاني في علاقة الإنسان بربّه وخالقه ، لكنّها لا تقف عند هذا الحدّ ، بل تواصل طريقها ـ بقوّة واستحكام ـ لتلج عمق الحياة السياسية والاجتماعيّة والثقافيّة والفكريّة للمسلمين ، فتشكّل نتيجة ذلك ظاهرةً فاعلة في الحياة الإسلامية.
من هنا ، يجب على الباحثين والمفكّرين وعلماء الدين ورجال الإصلاح الإجتماعي في بلاد المسلمين أن يحلّلوا هذه الظاهرة دوماً ويدرسوها بعمقٍ وعلمية ، بغية تحسين توظيف هذه الوظيفة الإلهية لما فيه الخير والأحسن والأصلح لصالح المسلمين جميعاً.
وفي هذا السياق ، جاءت مجلّة «ميقات الحجّ» لبنةً في هذا السبيل ، ليُساهم فيها العلماء والمفكرون وتتظافر على المساهمة فيها الأقلام والأفكار ، وتكون منتدى للحوار والتدارس ، ومسرحاً للبحث والتحقيق ، متعاليةً عن الطائفية البغيضة ، والحقد الأعمى ، معتمدةً المنطق العلمي الرصين في نشر دعوة الإسلام ورسالة الحجّ وشعار مكّة.
ولكي تستكمل «ميقات الحج» طريقها ، وهي تدعو كلّ الكتّاب إلى مشاركتها ،