وبعد رحلة الرسول الاعظم ( ص ) بسنة واحدة (١) حدثت حرب اليمامة التي قتل فيها سبعون من القراء ، ففكرت الخلافة حينذاك في جمع السور والآيات في مصحف واحد ، خوفا من حدوث حرب اخرى وفناء القراء وذهاب القرآن على اثر موتهم.
امرت الخلافة جماعة من قراء الصحابة تحت قيادة زيد بن ثابت الصحابي بالجمع ، فجمعوا القرآن من الالواح وجريد النخل والاكتاف التي كانت في بيت النبي بخطوط كتاب الوحي والتي كانت عند بقية الصحابة. وعندما كملت عملية الجمع استنسخوا عدة من النسخ ووزعت في الاقطار الإسلامية.
وبعد مدة علم الخليفة الثالث (٢) ان القرآن مهدد بالتحريف والتبديل على اثر المساهلة في امر الاستنساخ والضبط ، فأمر بأخذ مصحف حفصة ـ وهي اول نسخة من نسخ الخليفة الاول ـ وامر خمسة من الصحابة منهم زيد بن ثابت ان يستنسخوا من ذلك المصحف ، كما امر ان تجمع كل النسخ الموجودة في الامصار وترسل الى المدينة ، فكانت تحرق عندما تصل نسخة من تلك النسخ.
ــــــــــــــــــ
(١) الاتقان ١ / ٥٩ ـ ٦٠.
(٢) المصدر السابق ١ / ٦١.