لأنها ثقلت وجاوزت زنة ملهى فصارت بمنزلة حباري لتتابع الحركات ، ويقوّي ذلك أنك لو سمّيت امرأة قد ما لم تصرفها كما لم تصرف عناق ، والحذف في معزى أجوز اذ جاز في ملهى لأنها زائدة ، وأمّا حبلى فالوجه فيها ما قلت لك.
قال الشاعر : [بسيط]
(٩٥) ـ كأنّما يقع البصريّ بينهم |
|
من الطّوائف والأعناق بالوذم |
يريد بصرى.
[باب الاضافة الى كلّ اسم كان آخره ألفا وكان على خمسة أحرف]
تقول في حبارى حبارى وفي جمادى جمادى وفي قرقرى قرقرى ، وكذلك كل اسم كان آخره ألفا وكان على خمسة أحرف ، وسألت يونس عن مرامى فقال مرامي جعلها بمنزلة الزيادة وقال لو قلت مراموى لقلت حباروى كما أجازوا في حبلى حبلوى ولو قلت ذا لقلت في مقلولى مقلولوى وهذا لا يقوله أحد إنما يقال مقلولى كما تقول في يهيرّى يهيرى فاذا سوّى بين هذا رابعا وبين ما الألف فيه زائدة نحو حبلى لم يجز الّا أن تجعل ما كان من نفس الحرف اذا كان خامسا بمنزلة حبارى ، فان فرقت بين الزائد وبين الذي من نفس الحرف دخل عليك أن تقول في قبعثرى قبعثروى لأن آخره منوّن فجرى مجرى ما هو من نفس الكلمة فان لم تقل ذا وأخذت بالعدد فقد زعمت أنهما يستويان وانما ألزموا ما كان على خمسة أحرف فصاعدا الحذف لأنه حين كان رابعا في الاسم بزنة ما ألفه منه كان الحذف فيه جيّدا ، وجاز الحذف فيما كانت ألفه من نفسه فلمّا كثر العدد كان الحذف لازما ، اذ كان من كلامهم أن يحذفوه في المنزلة الأولى ، واذا ازداد الاسم ثقلا كان الحذف ألزم كما أن الحذف لربيعة الزم حين اجتمع تغييران ، وأمّا الممدود مصروفا كان أو غير مصروف كثر عدده أو قلّ فانه
__________________
(٩٥) الشاهد في قوله البصرى وهو منسوب الى بصرى وهى مدينة بالشام ويجوز في النسب اليها بصروى كما يقال في حبلى حبلوى * وصف قوما انهزموا فأعمل فيهم السيف وأراد بالبصرى سيفا طبع ببصرى والطوائف النواحى والوذم سيور تشدبها عراقى الدلوالى آذانها فشبه وقع السيف بأعناقهم بوقعه بها.