(٩٤) ـ اذا هبطن سماويّا موارده |
|
من نحو دومة خبت قلّ تعريسي |
وياء درحاية بمنزلة الياء التي من نفس الحرف ، ولو كان مكانها واو كانت بمنزلة الواو التي من نفس الحرف لأن هذه الواو والياء يجريان مجرى ما هو من نفس حرف مثل السّماوى والطّفاوى وسألته عن الاضافة الى راية وطاية وثاية وآية ونحو ذلك فقال أقول رائيّ وطائي وثائي وآئي وانما همزو الاجتماع الياآت مع الألف والألف تشبّه بالياء فصارت قريبا مما تجتمع فيه أربع ياآت فهمزوها استثقالا ، وأبدلوا مكانها همزة لأنهم جعلوها بمنزلة الياء التي تبدل بعد الالف الزائدة لأنهم كرهوها هاهنا كما كرهت ثمّ ، وهي هنا بعد ألف كما كانت ثمّ وذلك نحو ياء رداء ، ومن قال أميي قال آيي ورايى بغير همزة لأن هذه لام غير معتلّة وهي أولى بذلك لأنه ليس فيها أربع ياآت ولأنها أقوى ، وتقول واو فتثبت كما تثبت في غزو ولو أبدلت مكان الياء الواو فقلت ثاوي وآوي وطاوي وراوي جاز لك كما قالوا شاوي فجعلوا الواو مكان الهمزة ولا يكون في مثل سقاية سقايى فتكسر الياء ولا تهمز لأنها ليست من الياآت التي لا تعتلّ اذا كانت منتهى الاسم كما لا تعتلّ ياء أميّة اذا لم تكن فيها هاء ومثل ذلك قصي منهم من يقول قصيي ، واذا أضفت الى سقاية فكأنك أضفت الى سقاء كما أنك لو أضفت الى رجل اسمه ذو جمّة قلت ذو وي كأنك أضفت الى ذوا ، ولو قلت سقاوي جاز فيه وفي جميع جنسه كما يجوز في سقاء ، وحولايا وبردرايا بمنزلة سقاية لأن هذه الياء لا تثبت اذ كانت منتهى الاسم والالف تسقط في النسبة لأنها سادسة فهي كهاء درحاية.
واعلم أنك اذا أضفت الى ممدود منصرف فان القياس والوجه أن تقرّه على حاله لأن الياآت لم تبلغ غاية الاستثقال ولان الهمزة تجري على وجوه العربيّة غير معتلّة مبدلة وقد أبدلها ناس من العرب كثير على ما فسّرنا ، يجعل مكان الهمزة واوا ، واذا كانت الهمزة من أصل الحرف فالا بدال فيها جائز كما كان فيما كان بدلا من واو أو ياء وهو فيها
__________________
(٩٤) الشاهد في قوله سما ويا وهو منسوب الى السماوة وهي أرض بعينها * يقول اذا هبطت الابل مكانا من السماوة ووردت ماءه لم أقم فيه شوقا الى أهلي ، وحرصا على اللحاق بهم ، ودومة خبت موضع بعينه ، والتعريس نزول المسافر في الليل.