وزعم الخليل أن الألف واللام اللتين يعرّفون بهما حرف واحد كقد وأن ليست واحدة منهما منفصلة من الاخرى كانفصال ألف الاستفهام في قوله أأريد ، ولكن الألف كألف أيم في أيم الله وهي موصولة ، كما أن ألف أيم موصولة ، حدثنا بذلك يونس عن أبي عمرو وهو رأيه والدليل على أن الف أيم ألف وصل قولهم إيم الله ثم يقولون ليم الله ، وفتحوا ألف أيم في الابتداء شبهوها بألف أحمر لأنها زائدة مثلها وقالوا في الاستفهام آلرجل شبهوها أيضا بألف أحمر كراهية أن يكون كالخبر فبلتبس فهذا قول الخليل ، وأيم الله كذلك فقد يشبّه الشىء بالشىء في موضع ويخالفه في أكثر ذلك نحو يا ابن عمّ في النداء ، وقال الخليل ومما يدل على أن أل مفصولة من الرّجل ولم يبن عليها وان الألف واللام فيها بمنزلة قد قول الشاعر : [رجز]
(٨٦) ـ دع ذا وعجّل وألحقنا بذل |
|
بالشّحم إنّا قد مللناه بجل |
قال هي هيهنا كقول الرجل وهو يتذكر قدى قد فعل ، ولا يفعل مثل هذا علمناه بشيء مما كان من الحروف الموصولة ، ويقول الرجل إلى ثم يتذكّر فقد سمعناهم يقولون ذلك ، ولو لا أن الالف واللام بمنزلة قد وسوف لكانتا بناء بنى عليه الاسم لا يفارقه ، ولكنهما جميعا بمنزلة هل ، وقد وسوف تدخلان للتعريف وتخرجان ، وان سمّيت رجلا بالضاد من ضرب قلت ضاء ، وان سمّيته بها من ضراب قلت ضى ، وان سمّيته بها من ضحى قلت ضو ، وكذلك هذا الباب كله ، وهذا قياس قول الخليل ومن خالفه رد الحرف الذي يليه.
[باب الحكاية التي لا تغيّر فيها الأسماء عن حالها في الكلام]
وذلك قول العرب في رجل يسمّى تأبّط شرّا هذا تأبّط شرا وهذا برق نحره ورأيت برق نحره ، فهذا لا يتغيّر عن حاله التي كان عليها قبل أن يكون اسما ، وقالوا أيضا في رجل اسمه ذرّى حبّا هذا ذرّى حبّا ، وقال الشاعر من بني طهيّة :
__________________
(٨٦) الشاهد في قوله بذل وراد بذا الشحم ففصل لام التعريف من الشحم لما احتاج اليه من اقامة القافية ثم اعادها في الشحم لما استأنف ذكره باعادة حرف الجر ، ومعنى بجل حسب يقال بجلى كذا أى حسبي وكفاني.