وقد يجوز أن يكون الألف هنا بمنزلة الهاء لقربها منها وشبهها بها فتقول باوكا كما تقول أنا ، وسمعت من العرب من يقول ألاتا ، بلى فا ، فانما أرادوا ألا تفعل وبلى فأفعل ولكنه قطع كما كان قاطعا بالألف في أنا وشركت الألف الهاء كشركتها في قوله أنا بيّنوها بالألف كبيانهم بالهاء في هيه وهنّه وبغلتيه ، قال الراجز :
(٨٥) ـ بالخير خيرات وإنّ شرّا فا |
|
ولا أريد الشّرّ إلا أن تا |
يريد إنّ شرّا فشرّ ولا يريد الشرّ إلا أن تشاء ، ثم قال كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو ياء غلامي وباء إضرب ودال قد ، فأجابوا بنحو مما أجابوا في المرّة الاولى فقال أقول إب وإي وإذ فالحق ألفا موصولة قال كذاك أراهم صنعوا بالساكن ، ألا تراهم قالوا ابن واسم حيث أسكنوا الباء والسين وأنت لا تستطيع أن تكلّم بساكن في أول اسم كما لا تصل الى اللفظ بهذه السواكن فالحقت ألفا حتى وصلت الى اللفظ بها فكذلك تلحق هذه الالفات حتى تصل الى اللفظ بها كما ألحقت المسكّن الاوّل في الاسم ، وقال بعضهم اذا سمّيت رجلا بالباء من ضرب قلت رب فأردّ العين ، فان جعلت هذه المتحركة اسما حذفت الهاء كما حذفتها من عه حين جعلتها اسما فاذا صارت اسما صارت من بنات الثلاثة لأنه ليس في الدنيا اسم أقلّ عددا من اسم على ثلاثة أحرف ولكنهم قد يحذفون مما كان على ثلاثة حرفا وهو في الأصل له ويردّونه في التحقير والجمع ، وذلك قولهم في دم دمي وفي حر حريح وفي شفة شفيهة وفي عدة وعيدة ، فهذه الحروف اذا صيّرت اسما صارت عندهم من بنات الثلاثة المحذوفة ، وصارت من بنات الياء والواو لأنّار أينا أكثر بنات الحرفين التي أصلها الثلاثة أو عامّتها من بنات الياء والواو وانما يجعلونها كالأكثر فكانهم ان كان الحرف ، مكسورا ضمّوا اليه ياء لأنه عندهم له في الأصل حرفان كما كان لدم في الأصل حرف فاذا ضممت اليه ياء صار بمنزلة في فتضّم اليه ياء أخرى تثقّله بها حتى يصير على مثال الأسماء ،
__________________
(٨٥) الشاهد في لفظه بالفاء من قوله فشر والتاء من قوله تشاء ولما لفظ بهما وفصلهما مما بعدهما ألحقهما الألف للسكت عوضا من الهاء التي يوقف عليها كما قالوا انا وحيهلا في الوقف والمعنى أجزيك بالخير خيرات ، وان كان منك شركان مني مثله ، ولا اريد الشر الا ان تشاء فحذف لعلم السامع.