فيه الصاد والضاد والطاء والدال فهذه الأشياء ليس فيها التباس ، وقالوا محتد فلم يدغموا لأنه قد يكون في موضع التاء دال وأما المصدر فانهم يقولون فيه التّدة والطّدة وكرهوا وطدا ووتدا لما فيه من الاستثقال فان قيل بيّن كراهية الالتباس ، وان شئت أبقيت في الطاء الاطباق وأدغمت لأنه إذا بقي الاطباق لم يكن الالتباس من الاوّل ، ومما يدغم إذا كان الحرفان من مخرج واحد وإذا تقارب المخرجان قولهم يطّوّعون في يتطوّعون ويذّكّرون في يتذكّرون ويسّمّعون في يتسمّعون الادغام في هذا أقوى اذ كان يكون في الانفصال ، والبيان فيهما عربىّ حسن لأنهما متحركان كما حسن ذلك في يختصمون ويهتدون ، وتصديق الادغام قوله تعالى يطّيروا بموسى ويذّكّرون فان وقع حرف مع ما هو من مخرجه أو قريب من مخرجه مبتدء أدغم وألحقوا الألف الخفيفة لأنهم لا يستطيعون أن يبتدؤا بساكن ، وذلك قولهم في فعل من تطوّع اطّوع ، ومن تذكّر اذّكر دعاهم الى ادغامه أنهما في حرف وقد كان يقع الادغام فيهما في الانفصال ودعاهم الى الحاق الالف في اذّكّروا واطّوّعوا ما دعاهم الى اسقاطها حين حركوا الخاء في خطّف والقاف في قتّلوا فالألف هنا يعنى في اختطف لازمة ما لم يعتلّ الحرف كما تدخل ثمّة اذا اعتلّ الحرف ، وتصديق ذلك قوله عزوجل : فادّار أتم وازّيّنت انما هي تزيّنت ، وتقول في المصدر ازّيّنا وادّارء ، ومن ذلك قوله عزوجل اطّيّرنا ، وينبغي على هذا أن تقول في تترّس اتّرّس ، فان بيّنت فحسن البيان كحسنه فيما قبله ، فان التقت التاآن في تتكلّمون وتترّسون فأنت بالخياران شئت أثبتّهما وإن شئت حذفت إحداهما وتصديق ذلك قوله عزوجل (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ تَتَجافى جُنُوبُهُمْ) وان شئت حذفت التاء الثانية وتصديق ذلك قوله تبارك وتعالى (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها) وقوله (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) وكانت الثانية أولى بالحذف لأنها هي التي تسكن وتدغم في قوله تعالى فادا رأتم وازّيّنت وهي التي يفعل بها ذلك في يذّكّرون فكما اعتلت هنا كذلك تحذف هناك ، وهذه التاء لا تعتل في تدأل إذا حذفت لهمزة فقلت تدل ولا